22 سبتمبر 2025
تسجيلبمشاركة رفيعة من 51 دولة انطلقت في الدوحة أمس أعمال منتدى الأمن العالمي 2019 في دورته الثانية حول "التحديات الأمنية التي يفرضها تداول المعلومات المضللة في وقتنا الحاضر"، وهو يأتي في إطار الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة وتداعياتها الخطيرة وأثرها على عالم تتطور فيه وسائل الاتصال بشكل متزايد. وتنبع أهمية منتدى الأمن العالمي من كونه يناقش واحدة من أخطر القضايا التي صاحبت الثورة المعلوماتية الحديثة، وما يرافقها من تحديات أمنية جراء استخدام المعلومات المضللة والزائفة وحروب القرصنة بما يهدد الامن العالمي، حيث يشكل المنتدى الذي حظي بمشاركة واسعة، منصة فريدة للخبراء والمختصين والمسؤولين الدوليين وفرصة لتبادل وجهات النظر بشأن أفضل الممارسات والمقاربات المبتكرة بشأن المعلومات المضللة وآليات التصدي لها وتقديم حلول ناجعة تعالج التحديات الأمنية لهذه الظاهرة. والنماذج لخطورة هذه الظاهرة عديدة، وهي تشكل تهديدا دوليا قد يصل الى درجة اشعال حروب تقوض السلام العالمي، خاصة مع التطور التكنولوجي وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفيد الاحصائيات بأن عدد الحسابات الخاصة على منصات التواصل يبلغ مليارا و700 مليون حساب. إن مسؤولية التعامل مع هذه الظاهرة وإيجاد آلية تضمن محاسبة الدول والكيانات التي تقف خلف أي حملات معلوماتية مضللة وزائفة، بالنظر الى تأثيرها البالغ على الامن والسلم الدوليين، تقع على عاتق المجتمع الدولي. ولهذا السبب، فإن الدعوة التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة وجود توافق دولي حول الأمن السيبراني والتعامل مع التهديدات السيبرانية سواء كان الفعل صادرا من دولة أو كيان أو منظمة، تبدو أكثر من مجرد دعوة عابرة، وإنما قضية مكانها في قلب الأجندة الدولية.