21 سبتمبر 2025

تسجيل

الزياني .. لسان التزييف

16 أكتوبر 2018

الأمين العام في أي منظمة إقليمية أو دولية يمثل قلبها النابض، ويعبر عن مواقف دولها على اساس وحدتها وقوتها، ولا يعبر اطلاقا عن أي عضو فيها أو دولته التي يحمل جنسيتها، لكن الوضع يختلف تماما مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي، الذي سكت دهرا، وبات لا يتحدث بلسان صدق، وبذلك اصاب مجلس التعاون الخليجي بالسكتة القلبية، بل جعله في حكم الميت سريريا، بسبب ضعف مواقفه، وعدم اكتراثه للوحدة الخليجية ومصير شعوبها بعد حصار قطر الجائر، وصمته المريب عن قضية فلسطين المركزية للأمة بعد اعتراف امريكا بالقدس عاصمة أبدية للكيان الاسرائيلي . واللافت أن الزياني سخّر لسانه لصالح دول الحصار، بشكل مخالف لواجبه وميثاق مجلس التعاون، ولم يسع لحل الازمة الخليجية عبر هيئة تسوية المنازعات بين الدول الاعضاء، كما لم يتحمس للمبادرة الكويتية ، وأي مراقب منصف لمواقف وتصريحات الزياني؛ يصل إلى قناعة أنه فاقد البوصلة، وجيّر لسانه لصالح السعودية، بداية من الازمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا، وتجاهله لانتهاكات حقوق الانسان في اي مكان لا يمكن تبريرها او السكوت عنها، فتصريحاته المنحازة دائما لا تعبر عن رأي دول المجلس. العالم كله ادان جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، لكن الزياني خرج ليتهم الاعلام – الذي كشف الحقيقة - بانتهاك مواثيق الشرف الاعلامي، متناسيا عن عمد جريمة القرصنة الالكترونية لموقع وكالة الانباء القطرية، وبث اخبار كاذبة، فلماذا صمت عن هذه الجريمة وما ترتب عليها من حصار جائر وانتهاكات لحقوق القطريين والخليجيين والمقيمين؟ وقد وثقتها تقارير لمنظمات حقوقية وطنية ودولية، فالساكت عن كل هذا «أخرس» و»خائن» لـ»الامانة» التي يتولى منصبها وتجعله ظلوما جهولا. في المحصلة، عاملت قطر دول الحصار، وامين عام التعاون، بحسن الظن لكنها لم تجد إلا الغدر.