12 سبتمبر 2025
تسجيلكشفت انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لاختيار مدير عام جديد لها، عن صورة مشرقة للاداء القطري الدبلوماسي الرفيع، أظهرها خوض سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري منافسات الوصول إلى منصب أممي مهم ليس على صعيد الفكر والثقافة والآدب فحسب، بل في رحاب العمل الدولي وتعزيز التعاون للمحافظة على التراث العالمي والارتقاء به. وقد تجلى عمل دولة قطر وسلوكها منذ بدء حملة الدكتور الكواري للفوز بهذا المنصب في عدة محطات عكست القيم والمبادئ التي تتحلى بها قطر ، فقد قدم المرشح القطري رؤية متكاملة وبرنامج عمل واضح للنهوض باليونسكو والانتقال بها نحو آفاق واسعة في شتى ميادين عملها، متسلحا بخبراته الكبيرة وعلاقته القوية، ومستندا إلى مكانة قطر ودورها المشهود في خدمة السلام والأمن والاستقرار في مختلف ربوع العالم. كما قدم الدكتور الكواري طيلة فترة حملته الانتخابية للوصول إلى سدة اليونسكو، أداء يدعو للتقدير والارتياح، حيث لم نسمع كلمة واحدة تنتقد منافسيه أو تٌعرض بهم وبدولهم. لقد بقي مرشح قطر محافظا على أصول العمل الدبلوماسي، عبر نيل تأييد العديد من دول العالم من خلال الرؤية التي يحملها والعلاقات المميزة لقطر معها، ليظهر معدنا اصيلا عز نظيره في زمن النخاسة والمتاجرة وبيع الضمائر على قارعة الطريق. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فطيلة أيام الانتخابات حافظ الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري على رباطة جأش يغبط عليها، إذ امتازت تصريحاته الصحفية والإعلامية حول مجريات الانتخابات بالتوازن والاحترام والتقدير لمنافسيه، بعيدا عن لغة التعالي والغرور، رغم أنه بقي متصدرا للنتائج حتى اليوم الأخير من الانتخابات. وفي هذا اليوم تحديدا و قبل بدء التصويت في الجولة الحاسمة جدد الكواري القول إنه يشعر بالفخر ازاء الحملة الانتخابية الكبيرة التي خاضها، والتي مرت في أجواء ديمقراطية وتميزت بالشفافية والمنافسة الشريفة. ولم يكتف مرشح قطر بذلك فبعد إعلان فوز منافسته في السباق بحصولها على 30 صوتا مقابل حصوله هو على 28 صوتا، هنأ الكواري الفائزة وتمنى لها التوفيق في مهمتها. أما أداء مختلف افراد بعثة دولة قطر لدى اليونسكو والجمهورية الفرنسية فقد كان هو الآخر مدعاة للاعجاب والثناء، كيف لا وقد امتاز عمل البعثة بالرصانة والقوة والاحترام، ليعكس بذلك صورة مشرفة لدولة قطر. تلك صورة قطرية مشرقة بحق، لكن دول الحصار أبت إلا ان تكشف عن وجهها القبيح حيث أظهر تعاملها مع انتخابات اليونسكو حقائق مؤلمة. فاذا كان من الطبيعي أن تسعى كل دولة لفوز مرشحها، فإن من المستهجن أن تسعى دول بعينها إلى افشال مرشح بعينه، بدل أن ينصب عملها على فوز مرشحها، في صورة أظهرت مدى الحقد الذي يعتمل في نفوس فئة منفلتة من كل عقال ارتضت أن تكون معول هدم في جسد الامة العربية والإسلامية، وهي تشيع ثقافة الخيانة والغدر والإساءة لكل ما هو مشرق في هذه الامة. وقفت دول الحصار وادواتها المأجورة وابواقها القذرة تشن حملة شعواء ضد قطر ومرشحها، ووصل الأمر بها أن تكتلت بشكل سافر تحت مظلة النظام المصري الانقلابي مع مرشحة فرنسا في الجولة الأخيرة لمنع فوز الدكتور الكواري حيث أدى ذلك لحرمانه من الحصول على منصب مهم للدول العربية والإسلامية كان سيكون الأول من نوعه في اليونسكو. ولم يتوقف التأمر والإساءة عند هذا الحد، فقد فوجئ الجميع في منظمة اليونسكو بأحد أعضاء البعثة المصرية وهو يصرخ بشكل هستيري وبلغة فرنسية ركيكة "تحيا فرنسا وتسقط قطر"، وهو ما دفع دبلوماسيا أوروبيا للقول له: "هل أنت فعلا رجل دبلوماسي؟". وقد جاء الرد القطري على هذا التصرف الارعن من خلال تصريح سفيرنا لدى اليونسكو علي زينل الذي رد بلغة دبلوماسية راقية قائلا: "أنا أقول: تحيا مصر، وتحيا قطر، وتحيا كل الدول العربية".. وهو ما يبين لنا الفارق في التعامل الحضاري من جانب والهمجي من جانب آخر. ◄ قبل طلوع الفجرسيذكر التاريخ أن دول الحصار تآمرت على قطر لمنعها من إهداء العرب منصب الامين العام ..هزم العرب انفسهم حين وقف بعض العرب ضد العرب في اليونسكو. ◄ نبض الوطنخرجت قطر مرفوعة الرأس رغم كل حملات التضليل والتحريض.