اجتماع لوزان حول سوريا

شارك سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية أمس في الاجتماع الدولي حول النزاع في سوريا، الذي استضافته مدينة لوزان السويسرية، وهو الاجتماع الذي يأتي في الوقت الذي يتعرض فيه مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء في مدينة حلب المحاصرة لأكبر حملة إبادة، تشنها طائرات النظام السوري والمقاتلات الروسية. إن أبرز ما اتسم به الاجتماع الدولي حول النزاع في سوريا الذي عقد أمس في لوزان، هو التراجع عن الثنائية الأمريكية الروسية التي ميزت اللقاءات السابقة لحل الأزمة السورية، وفتح الباب أمام مشاركة دول المنطقة ذات الثقل الإقليمي والأكثر تأثيرا على الأوضاع في سوريا، مثل قطر والسعودية وتركيا إلى جانب مصر والأردن وإيران والعراق.ومن الواضح أن الخروج عن دائرة الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى رحاب دائرة أكثر اتساعا تضم دول المنطقة المعنية مباشرة بالأزمة وتداعياتها يضع العملية السياسية في مسارها الصحيح، وربما يوفر خيارات وأفكارا أفضل للمساعدة في حل هذه الأزمة. ومع أن الاجتماع الذي عقد أمس لم يخرج بقرارات أو نتائج حاسمة تذكر بشأن وقف الأعمال الوحشية المستمرة في حلب، وذلك في ظل تباعد المواقف بين الأطراف المؤثرة في مجريات الأوضاع، إلا أن انخراط دول المنطقة، وخصوصا قطر والسعودية وتركيا، من شأنه أن يعيد رسم خارطة الحل السياسي ويصوب وجهتها نحو الاتجاه الصحيح، بعد أن ظلت أمريكا وروسيا تحاولان، عبثا، وضع سيناريوهات لم تنتج شيئا، خلف الأبواب الموصدة، على حساب تطلعات الشعب.