19 سبتمبر 2025
تسجيليستعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لزيارة المنطقة في الأيام القادمة في محاولة أمريكية لتهدئة الأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية، إثر اندلاع "انتفاضة القدس" لمواجهة العدوان المستمر لسلطة الاحتلال على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته في إطار مخطط إسرائيلي مفضوح لتقسيم المسجد.لقد حذر العقلاء في المنطقة من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع غياب أي أفق للتوصل الى حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية، كلها ستؤدي الى انفجار الأوضاع في المنطقة، والتي تعاني أصلا من اضطرابات ونزاعات دموية وحروب في أكثر من دولة.وفي ظل هذه الأسباب كان اندلاع "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" واردا في أي لحظة، لكن الجديد في "انتفاضة القدس" الحالية، أنها تمثل رسالة من الشعب الفلسطيني للسلطة ولمنظمة التحرير، قبل الاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن الرهان على خيار واحد، لم يعد خيارا. ولا يبدو أن السيد كيري الذي وصلت مفاوضات "حل الدولتين" في عهده الى طريق مسدود، سيصادف حظا في مهمته، ذلك أن الانتفاضة الحالية يقودها جيل جديد لا يأتمر بأمر السلطة الفلسطينية ولا المؤسسات التقليدية القديمة. فقد تجاوز حراك هذه الانتفاضة التي قدم فيها الشعب الفلسطيني 33 شهيدا، بينهم 7 أطفال في مواجهاته اليومية مع الاحتلال، خطابات القادة العاجزين، الى الفعل على الأرض للتصدي لعدوان الاحتلال وغطرسته وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني، بعد ان تراكمت المظالم في ظل صمت وتواطؤ دولي مفضوح.وليس من سبيل امام الفصائل الفلسطينية اليوم سوى، التحرك الى الأمام من أجل إنهاء مرحلة الانقسام وتحقيق الوحدة لقيادة المقاومة الشعبية وإدارة الانتفاضة حتى تحقق اهدافها في حماية المقدسات ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال. إن الامة العربية والإسلامية، شعوبا وحكومات، مطالبة أيضا بتقديم كافة أشكال الدعم والعون لانتفاضة الشعب الفلسطيني، والضغط بكافة السبل والوسائل على الاحتلال الإسرائيلي.