18 سبتمبر 2025

تسجيل

المؤتمر الوطني .. وترشيحات الرئاسة

16 أكتوبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحراك الذي يدور داخل المؤتمر الوطني استعدادا لانعقاد المؤتمر العام الرابع سيكون له مردود واضح على مسيرة المؤتمر بصفة خاصة والساحة السياسية بصفة عامة. وبقدر ما يكون هذا المردود إيجابيا بقدر ما يكون سندا لاستقرار الحياة السياسية وتطورها.. نجاح المؤتمر في تنفيذ شعاراته التي يمكن تلخيصها في الشورى واختيار الصالح من العناصر وتجديد القيادات سيكون بمثابة دفعة للمؤتمر وللحياة السياسية التي تحتاج إلى تغيير الكثير من موروث المفاهيم وتأكيد إرث جديد يساعد في تطور المسيرة السياسية.ما يدور من أحاديث حول مرشح الرئاسة يضع أساسا لهذا الإرث الجديد، فهناك من يرى أن يستمر الرئيس البشير قائد لواء التغيير والتجديد.. وهناك من يرى أن يتم اختيار قيادة جديدة.. وهذا في حد ذاته دليل على أن الأمر فيه شيء جديد، شيء يحرك الجمود ويقاوم أسباب التململ ويصد نافذة الانشقاقات التي يراهن عليها البعض.. فعلماء السياسة يتفقون على أن من أسباب الملل والانشقاقات وسط الأحزاب انعدام الديمقراطية وتكريس أمر القيادة. هذا أمر ينطبق على كل الأحزاب في كل مكان، إلا أن له نصيبا وافرا في تجارب بلادنا.نقول: يجب أن يتعامل الجميع سواء من أعضاء المؤتمر الوطني أو غيره مع ما يدور منذ طرح وثيقة الوثبة وبرامج التغيير داخله – يتعاملون معه على أنه تهيئة لبيئة سياسية أفضل تساعد في دعم مناخ سياسي مستقر يقوم على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. صحيح قد لا يخلو الأمر من تباينات والبعض يخشى أن تحدث انشقاقات إلا أن الأهم من ذلك أن هذا الحراك مؤشر تصميم على بناء المؤسسات على أسس راسخة لا ترتبط بأشخاص أو أوضاع محددة. وأنه – أي الحراك – أداة لخلق عقلية سياسية قادرة على تطوير الأوضاع للأفضل بما يجذب الكثيرين.ولا شك أن الأحزاب كلها تنظر الآن إلى المؤتمر الوطني، بل إن دول العالم كله تراقب حراكه وتفاعلاته، منها من يريد أن يتابع ومنها من يريد غير ذلك وتبقى مردودات نتائج المؤتمر.وإذا كانت فرصة الانشقاقات ضعيفة، حيث راهن البعض عليها بعد التغييرات التي جرت في قيادات الحزب العليا، وحينذاك قال الرئيس البشير معلقا: "نحن لم نلتق في ظل المناصب ولن نفترق في غيابها".. فإن أمر الديمقراطية والقيادة تتم معالجته من خلال ما يجري من ترشيحات تتسع لخمسة أشخاص تلبي رغبات مؤيدي استمرار البشير ومؤيدي التغيير. وعلاوة على خبرات قادة المؤتمر، فهو مليء بالكفاءات على كافة المستويات، خاصة الوسيطة والتي تعتبر الأنسب لهذا المنصب الكبير. المؤتمر يذخر بعناصر تتميز بالفكر والفقه وتمتلك خبرات في المعاملات والقضايا العالمية، ولها الكثير في العلاقات الدولية. لن تكن مهمة المجلس القيادي صعبة في اختيار خمسة مرشحين لتقديمهم إلى مجلس الشورى ليتسلسل الاختيار حتى الوصول للمؤتمر العام صاحب القرار النهائي.. نقول أيا كانت نتائج هذا الاختيار فإن على أعضاء المؤتمر الوطني إدراك أنهم يرسون تحولا كبيرا في مفهوم العمل السياسي وتجديده وتطويره.