20 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى ألمانيا وفرنسا أمس بعد زيارة تركيا، لتؤكد انتصار الدبلوماسية القطرية في مواجهة دول الحصار التي طالما راهنت على عزل قطر إقليميا ودوليا.رباعي الحصار توهم أن غلق المنافذ البرية والبحرية والجوية، وفرض حصار على الدوحة، سيؤدي يوما ما إلى خضوعها والتفريط في سيادتها وقرارها الوطني، والتخلي عن سياستها المستقلة، إلا إن قطر ظلت صامدة وفاعلة سياسيا واقتصاديا وعلى أعلى المستويات في محيطها الإقليمي والدولي.هذا النجاح الدبلوماسي تترجمه الزيارة الحالية لحضرة صاحب السمو إلى ألمانيا وفرنسا من ناحية، وتعكس ذكاء صانع القرار في الدوحة من ناحية أخرى، باعتبار أن باريس وبرلين من أهم عواصم صناعة القرار أوروبيا ودوليا.موقف قطر منذ بداية الأزمة ظل ثابتا ومعلنا للقاصي والداني، فهي تقبل بالحوار المتكافئ والوساطة الكويتية، ولكنها في نفس الوقت لن تفرط في سيادتها أو استقلالها، ولن تقبل أي إملاءات من دول الحصار، وهو ما أكد عليه صاحب السمو في جولته الأوروبية الحالية خلال مباحثاته مع القادة الأوروبيين.كما إن مناقشة الملفات الإقليمية مع قادة الاتحاد الأوروبي، خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا، وباقي دول المنطقة، علاوة على جهود مكافحة الإرهاب إقليميا ودوليا، تؤكد حيوية وفاعلية الدور القطري الإيجابي في قضايا المنطقة، رغم محاولات دول الحصار النيل منه بشتى الطرق.ومن هنا، نستطيع القول بأن الطاولة انقلبت في وجه الرباعي بعد أكثر من 100 يوم على فرض الحصار، وهو ما وضع حكومات تلك الدول في مأزق أخلاقي وسياسي، سواء أمام شعوبها أو أمام دول العالم.