11 سبتمبر 2025

تسجيل

من يشتري.. فدماؤنا رخيصة

16 سبتمبر 2014

الدماء التي تجري في عروق بني البشر تتشابه مكوناتها المختلفة ولها بنوك تحفظ فيها حالها كحال الأموال، إلا أن لا يخشى عليها من السرقة مع أنها في بعض الأحيان لا تقدر بثمن وتتوقف حياة آخرين عليها، فمنظرها قد يؤذي البعض من ذوي القلوب الرحيمة والأيدي العفيفة الذين يخافون الله، أما المجرمون والسفاحون والقتلة ومصاصو دماء الشعوب فقد يريحهم ذلك، وخاصة إذا كانت دماء بريئة لأطفال أو نساء أو شيوخ؟ والبعض لا يقوى إلا على المواطنين وتظهر بطولاته وعنترياته، أما مع الأعداء الحقيقيين فهو جبان رعديد يخدم مصالحهم، وكم تكون الدماء لذيذة ومدعاة للراحة والسرور إذا كانت عربية أو مسلمة! فهي أكثر الدماء التي تراق و تسيل هذه الأيام وحتى في بيوت الله ويوجد نقص حاد فيها لكثرة الإسراف ولسهولة إراقتها ونزفها المستمر الذي لا يتوقف في كل مكان، وكل يوم لنا حكاية ليستمر هذا النزف فإذا كان هناك بورصة للمعادن أو الأسهم فإن للدماء كذلك، فالواقع يقول ذلك والدماء العربية والمسلمة هي من أرخص الأنواع مع إنها زكية وعند الله -عز وجل غالية-، وورد عن الرسول الكريم -صلى عليه وسلم-" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سمواته وأرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار" فعقاب من يقوم بذلك شديد؟ أتدرون من ساعد على رخص ثمنها لهذه الدرجة وأصبحت من سقط المتاع ما قام به أبناء العرب والمسلمين تجاه بعضهم البعض من أجل السلطة والتسلط وأكل أموال البلاد والعباد بالباطل، واستعبادهم وقد ولدوا أحرارا،أما دماء الآخرين فهي باهظة الثمن وتقام الدنيا ولا تقعد وتجهز الجيوش وتكثر الرحلات المكوكية للنفير، ويأتي المدد من كل حدب وصوب وتعلو الأصوات وتسمع زئير مجلس الأمن لأن الدماء ليست عربية أو مسلمة وإذا قتل أحد منهم! فإذا كانت دماؤنا لا تحرك ساكنا لديهم وهي زهيدة الثمن إلى هذا القدر فهم يتفرجون علينا والبعض منا يتفرج هو الآخر معهم على الفلسطينيين وما فعلته إسرائيل بهم وما يحدث في سوريا فالكل بات خسران، والمجازر التي حدثت في مصر وفي ليبيا والصومال واليمن وفي العراق تقرع طبول الحرب لمزيد من القتل والخراب والدمار، لكي تقتات مصانع السلاح فهي صائمة منذ فترة ولدينا أموال زائدة وخروج البعبع الجديد بعد أن أفل نجم البعبع القديم وانكسرت تلك الشماعة من كثرة ما عُلق عليها التي وجد البعض فيها ضالته سنين طويلة والذي لا ندري أهو مصطنع أم غير ذلك؟ فهو استهل حماقته بقطع الرؤوس مسلمة أم غير مسلمة ويريد أن يعيد عقارب الساعة إلى تلك الأزمنة والإسلام براء منه ولم يأت محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك ولم يرو في سيرته العطرة وله ربما حسنة هذا التنظيم أنه أعاد اللحمة لدول الخليج وعرف كل حاجته للآخر، وإن في الاتحاد خير وفي الفرقة شر فيا ليتنا نتعلم! كذلك كان فألا حسنا على مصانع السلاح،وآخر الكلام إلى متى سوف تبقى دماؤنا رخيصة؟ وإلى متى سوف نعيش في هذه الحروب؟ وإلى متى سوف يبقى العالم العربي حقل تجارب للأسلحة؟ وإلى متى ونحن نصدق هذه الأكاذيب؟ وإلى متى يستمر ظهور هذه الجماعات التي لم ينل لا الإسلام ولا المسلمون خيرا يرجى منها سوى الخراب والدمار والملاحقات فيا ليتنا نجد جوابا شافيا لذلك؟