12 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر تعزل نفسها

16 سبتمبر 2013

يبدو أن حالة الضبابية التي تعاني منها السلطة الجديدة في مصر بدأت تنسحب على مفهوم الأمن القومي في ظل التجاذبات بين السلطة وحركة حماس وتحميل الحركة مسؤولية القلاقل الامنية في سيناء. وتحاول السلطات المصرية التنصل من مسؤولياتها تجاه ماتشهده سيناء بمطالبتها لحركة المقاومة الاسلامية حماس بما أسماه المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية "بذل المزيد من الجهود لحماية الحدود المشتركة"، ولم يفته في هذا الصدد التذكير بما قدمته مصر من أجل القضية الفلسطينية، وكأن هذا منّة تمنّ بها مصر على الشعب الفلسطيني وليس واجبا تمليه منطلقاتها القومية، فضلا عما تمثله فلسطين لمصر من عمق استراتيجي وأمن قومي. ويعكس لجوء السلطات المصرية المتكرر الى غلق معبر رفح المتنفس الرئيسي للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والتوسع في اقامة منطقة حدودية عازلة، حالة التوتر وعدم القدرة على السيطرة على إدارة الأزمة في مصر، على نحو يحقق بصفة عاجلة الامن ويعيد لمصر أمنها القومي المفقود، بفعل هذه الضبابية والقصور في ادارة الازمة التي تواجهها مصر في سيناء. وتمعن السلطات المصرية في اجراءات تعزل مصر أكثر مما تعزل فلسطين، بلجوئها الى اقامة منطقة عازلة بطول الحدود مع قطاع غزة بحجة منع التهريب ومنع تسلل المسلحين، رغم تأكيد حكومة حماس على احترامها لأمن مصر الذي هو من أمن الشعب الفلسطيني، وتوغل في تكرار مشاهد اعلامية باكتشاف كميات من السولار هنا او هناك، وكأن سكان غزة الذين يشكلون أقل من ربع محافظة مصرية باتوا يستنزفون ثروات مصر!. إن الواجب يحتّم على مصر العروبة والاسلام إن صدقت النوايا في رعاية مصالحها العليا، ألا تأخذ الشعب الفلسطيني بجريرة جماعة او فصيل، وهو سير مصري في الاتجاه الخطأ ومضاعفة لمظالم وآلام الشعب الفلسطيني المحاصر، وبدلا من أن تقف مصر العروبة مع الشعب المحاصر في قطاع غزة، إذا بها تضاعف من معاناته تحت حجج هي أبعد ماتكون عن مفهوم الأمن القومي المصري.