مفاوضات الدوحة.. ترقب عالمي

وسط ترقب عالمي جاء انطلاق جولة مفاوضات الدوحة بين حركة حماس وإسرائيل أمس من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل للأسرى، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الوساطة المشتركة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل طي صفحة القتال، والمضي قدما نحو مرحلة ما بعد الحرب وسيناريوهات الحلول السياسية للقضية الفلسطينية بما يؤسس لسلام عادل ودائم وشامل يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. لقد جاءت هذه الجولة الحاسمة من المحادثات بدعوة مشتركة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا خطيرا، وكذلك بعد مرور أكثر من 10 أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تجاوزت حصيلة ضحاياها 40 ألف شهيد، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء، بجانب أكثر من 92 ألف جريح، حيث تمثل المفاوضات الجارية حاليا في الدوحة الفرصة الأخيرة، لمنع توسع دائرة الحرب على الصعيد الإقليمي بما يهدد الأمن والسلم الدوليين. ومع هذا الوضع المأساوي الذي وصل إليه الحال في الأراضي الفلسطينية، تسابق الدبلوماسية القطرية مع شركائها في الوساطة المشتركة والدول الصديقة والشقيقة الزمن، لدفع الأطراف إلى التوصل إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وعن الأسرى الفلسطينيين، والسماح بانسياب المساعدات الإنسانية والإغاثية بلا قيود إلى النازحين العالقين وسط الحرب والمحاصرين في قطاع غزة، ولعل آخر هذا الحراك الدبلوماسي كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني لدفع جهود التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة.