12 سبتمبر 2025
تسجيلهل هناك فرق بين المهارة والشهادة اليوم؟ هل هناك مقاييس للكفاءة الخبرة او المهارة؟ اليوم الصراع بين الشهادة والمهارة مستمر ويزداد حدة، يوما بعد يوم. فقد اشار ايلون ماسك في احدى تغريداته انه يبحث مهارات وليس شهادات، وفي أمريكا اليوم هناك تعليمات في الكثير من المؤسسات بالتركيز على المهارات بدل الشهادات. لا يعني ذلك عدم الحصول على الشهادة، بالعكس الحصول على الشهادة أمر مهم وحيوي اليوم، وتمنح الأفضلية في الاختيار والتعيين، ولكن بات تطوير المهارات، ووجود مهارة تتقنها، مهارات قيادية او تفكير، فما فائدة الشهادة وانت لا تستطيع الكلام والتواصل؟ على سبيل المثال شركة كوداك عندما كانت متصدرة عالم كاميرات التصوير، توقفت عن التطوير بينما استمر المنافسون في الكلاسيكو لتبتعد كوداك تماما عن السباق والمنافسة بعد الصدارة من السباق. ومع متغيرات جائحة الكورونا تعززت حقيقة المهارات وعدم الحاجة الضرورية لكثير من الوظائف وحضورها انما حضور الأشخاص الذي يحتاج العمل فعليا لهم. ان تطوير المهارات والحصول عليها يحتاج الى زمن أطول يصل الى خبرة وعدة سنوات. على سبيل المثال الموظف الصغير بالبنك، ولكن لديه خبرة ودراية بالعمل، بل أكثر من ذلك هو من يقوم بتدريب أصحاب الشهادات الجدد على العمل الجديد. على أرض الواقع الأولوية للشهادة، ولكن هناك استثناءات، عموما في العالم كله، تسيطر البيروقراطية في العمل الحكومي أكثر، من ناحية قواعد التوظيف، والتوصيف الوظيفي لذلك تكون الشهادة أولا. اما معيار المهارة الخيار الذي يتم به المفاضلة والتنافس تجده أكثر في الشركات الخاصة والقطاع الخاص عموما. لذلك على الشخص تطوير نفسه باكتساب العديد من المهارات التي تجعله يفرض نفسه وبقوة بجانب الشهادة، لا يختلف اثنان ان الشهادة تتيح الفرصة لإيجاد الوظيفة، ولكن المهارات تعطي فرصة أكبر لزيادة الدخل وتضمن لك الاستمرارية. فالمهارة هي الدقة والسهولة في إجراء عمل من الأعمال تكتسب من خلالها الخبرة. المهارة مطلب رئيسي، بل ويحثنا ديننا على الاتقان والإحسان في كل عمل. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». في الحقيقة كل الاعمال والأشياء تتطلب مهارة ودقة في الأداء والتنفيذ من أصغر وظيفة الى أكبر منصب. فالعلاقة طردية بين المهارة والشهادة ولا يمكن فصلهما عن بعض، بل انهما وجهان لعملة واحدة. ان التسارع الزمني الكبير في العالم يتطلب توسيع المدارك، وزيادة الكفاءات والمهارات لتصبح أكثر مرونة مع هذا التقدم السريع من حولنا. الخبرة تغلب الشهادة، فما فائدة الشهادة وليست لديك أي مهارات تواصل. على سبيل المثال: اليوم نرى الكثير من الخريجين تنقصهم المهارة في المجتمعات العربية اليوم الشهادة ليست كفاءة. في بيئة العمل احرص على اكتساب المهارات، ولا تهتم للمقارنات التي قد تحصل، اعمل على اكتساب المهارات التي تميزك في مجالك، كاكتساب لغة، أو تواصل اجتماعي، اتقان أداء مهارة العمل كمبيوتر، أو تصميم، أو كتابة والكثير من المهارات المميزة اليوم. هل ستفقد الشهادة قيمتها؟ وهل ستفوز المهارات في هذا الكلاسيكو؟ أم هل ستكون علاقة الشهادة والكفاءة طردية؟ ختاما يجب تحديث الكثير من الجوانب في مناهج التعليم، لتعزيز المهارات، زيادة الوعي بأهمية المهارات وأولوية الشهادة، مع الكفاءة، لتوافق تحديات هذا العصر، ولتعطي مخرجات أقوى، وأكثر تناسبا مع سوق العمل اليوم... كل هذا وبيني وبينكم