22 سبتمبر 2025
تسجيلحلت أمس الذكرى الثانية لانسحاب القوات الأجنبية التي قادتها الولايات المتحدة من أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب غير الحاسمة، وذلك تنفيذا للاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الافغانية الذي جرى التوقيع عليه بوساطة قطرية في الدوحة. لقد أبرزت عملية انسحاب القوات الامريكية والاجنبية من أفغانستان، الدور المحوري الذي لعبته دولة قطر في عمليات الإجلاء من خلال إقامة جسر جوي أمَّن عبور أكثر من 120 ألف شخص بين الرعايا الغربيين والأفغان الراغبين بمغادرة بلادهم، كما استقبلت الدوحة عشرات الآلاف قبل نقل أغلبهم إلى الوجهة التي يقصدونها، فضلا عن نجاح الفرق الفنية القطرية المختصة في عمل إصلاحات جزئية لمطار كابول بهدف إتاحة وصول المعونة الإنسانية الحيوية وتسهيل حركة الأشخاص، وهي ادوار حظيت بإشادات دولية واسعة، حيث وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، تلك العملية بأنها أصعب عملية إجلاء في التاريخ. وتلقت قطر، حينها، اتصالات عديدة من قادة العالم، للتعبير عن امتنانها للدور القطري البارز في تأمين خروج عشرات الآلاف من مطار كابول، وأصبحت الدوحة مركز اتصال بين طالبان والمجتمع الدولي، حيث سهلت العديد من المحادثات بين الحركة ودول غربية من أجل ضمان خروج آمن لرعاياها والأفغان العالقين في أفغانستان. وبعد عامين على الانسحاب، لا تزال دولة قطر ملتزمة بدعم الشعب الأفغاني والعمل على استضافة اجتماعات ولقاءات مع الأطراف الدولية وبعثات الدول المختلفة في أفغانستان لتحقيق التواصل بين حكومة تصريف الأعمال الأفغانية والمجتمع الدولي والعمل على تعزيز حقوق الإنسان وضمان الحياة الكريمة للشعب الأفغاني. إن حلول هذه المناسبة يمثل تذكيرا بأهمية الأدوار الحيوية التي تلعبها دولة قطر ومساهماتها الكبيرة في تعزيز الامن والسلم على الصعيدين الدولي والاقليمي، انطلاقا من ايمانها الثابت بضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، باعتبارها ركيزة مهمة من ركائز سياستها الخارجية.