24 سبتمبر 2025
تسجيلتابع العالم التطورات المتسارعة التي شهدتها أفغانستان، أمس، بدخول قوات حركة طالبان المفاجئ مساء أمس، العاصمة الأفغانية كابول، في نهاية أسبوع درامي بدأ بتقدم الحركة السريع لتسيطر على معظم عواصم الولايات الأفغانية والمنافذ الحدودية لأفغانستان مع دول الجوار، قبل أن تصل كابول وتدخل القصر الرئاسي بعد مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد. لقد أثارت هذه التطورات موجة من القلق دوليا وإقليميا، ودفعت الدول الغربية إلى التحرك بسرعة لإجلاء رعاياها وموظفي بعثاتها الدبلوماسية العاملة في أفغانستان، كما أثارت قلق العديد من المواطنين الأفغان الذين بدأ بعضهم يبحث عن طريق لمغادرة البلاد، في ظل غموض مستقبل أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة. ورغم التطمينات التي صدرت من حركة طالبان، إلا أن المخاوف والترقب الحذر يظل سيد الموقف، إلى حين، في الوقت الذي بدأت فيه الأنظار تتجه نحو الدوحة باعتبارها مركز المفاوضات الرئيسي وما يمثل ذلك من نافذة أمل قد تتيح الخروج بخارطة طريق ترسم ملامح مستقبل أفغانستان. لقد كانت دولة قطر، ولا تزال، تواصل العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم في أفغانستان، بما يحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتطور، وفي هذا الإطار رعت العديد من جولات التفاوض الأفغانية، كما استضافت نهاية الأسبوع الماضي الاجتماع الدولي حول عملية السلام في أفغانستان الذي دعا جميع الأطراف المشاركة إلى اتخاذ خطوات أكثر نحو بناء الثقة وتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وعبر أيضا عن الالتزام بالمساعدة في إعادة الإعمار لدى التوصل إلى تسوية سياسية. وتعكس الدعوة التي وجهتها دولة قطر، أمس، إلى الأفغان لوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار، وضرورة العمل عاجلا على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانية، حرصها القوي على ضمان الأمن والاستقرار في أفغانستان.