13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت مدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الأمريكية مظاهرات تحولت إلى مواجهة دامية بين أنصار اليمين البديل، والنازيين الجدد، والمنادين بتفوق العرق الأبيض white supermacists وبين المناهضين لهم، انتهت تلك المظاهرات بمقتل أحد المتظاهرات دهسًا على يد أحد المتطرفين البيض. العنصرية ليست غريبة على الولايات المتحدة فحتى بعد قوانين التي أرست المساواة وألغت الفصل العنصري، إلا أن العنصرية والكراهية لا تزال قائمة، وبالغ البعض في تفاؤله ممن استبشروا خيرًا في 2008 برئاسة أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، فسرعان ما خابت آمالهم، وإن كان فوز باراك أوباما آنذاك له رمزيته، إلا أن العنصرية المؤسساتية مثل تلك التي يمارسها بعض أفراد الشرطة وتلك التي على مستوى الأفراد والجماعات لم تختف ولم تهدأ. إن الخطاب السياسي والقيادة السياسية بإمكانهما تهدئة وإخماد العنصرية والكراهية بكافة صورها، أو إذكاء وإشعال نيرانها، فكل ما لزم تلك الجماعات التي تظاهرت بشكل وحشي وبربري هو قائد يشجعهم ويلهمهم، وهذا بالفعل ما قاله الزعيم السابق لجماعة كوكلاكس كلان العنصرية ديفيد ديوك الذي صرح خلال المظاهرة بأنه ينفذ وعود ترامب ولذا صوتوا له. لا يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدركًا لما حدث في المظاهرات تلك ولماذا قامت مجموعة من النازيين الجدد واليمين المتطرف البديل بمظاهرات تحولت إلى مواجهات دموية. فخطاب ترامب السياسي منذ أن كان مرشحًا جمهوريا أسهم في إحياء العنصرية والجماعات المتطرفة، رغم أن البعض تكهن بأن سلوكه سوف يختلف بعد توليه الرئاسة، إلا أن اللغة التي استخدمها ترامب لإدانة المظاهرات في فرجينيا، ورفضه تسمية النازيين الجدد واليمين البديل المتطرف في إدانته حيث "أدان الكراهية من جميع الأطراف" هي مساواة بين النازيين الجدد والعنصريين وأولئك المناهضين لهم. كل هذا يذكرنا بحملة الشيطنة ضد المسلمين التي قام بها ترامب قبل انتخابه، وقام بها بعد انتخابه أولها من خلال قانون منع دخول المسلمين من دول معينة، وثانيها بعدم إدانة أي عمل إرهابي أو أي اعتداء ضد مسلمين، بينما يسارع للإدانة إذا كان المرتكب مسلما. كذلك لم يكف ترامب عن التحذير من أقليات أخرى مثل المكسيكيين وغيرهم، لكن ها هو أول عمل يمكن تصنيفه على أنه إرهابي يقوم به شخص أبيض عنصري في مظاهرات شارلوتسفيل، وتلك هي الفئة الوحيدة التي لم يدنها ترامب مثلما أدان كل الفئات الأخرى. يبقى السؤال، إذا فشل ترامب في حل القضايا الداخلية وتقريب وجهات النظر في أمريكا، فماذا عساه أن يفعل بمشاكل دولية أكثر تعقيدًا وأكثر تأزمًا؟