01 نوفمبر 2025

تسجيل

حكمة عظيمة

16 أغسطس 2011

كلما اتسعت حدقة المتابعة، وبدأت تُحدق جيداً بالهدف، كلما امتدت مساحات الخوف من الاخفاق الذي سيظل يخفق خوفاً من أن يكون، فالمعروف والمألوف بأن حجم العطاء مفرط الحساسية ويتأثر وبشدة بما حوله، فإن كان خيراً كان كذلك، وإن لم يكن لانقلب على رأسه وقَلَب كل ما كان فيه، ولفظه على قارعة الطريق؛ ليكون بذلك ما يمكن لأن نقول عنه It’s a waste of TIME أو بكلمات أخرى ضاع من العمر عمره. إن لهذه الكلمات التي طلت من رأسي مباشرة؛ لتطل عليكم برأس مقالي اليوم (حكمة عظيمة) أدركتها بمتابعة ما يدور حولنا من أحداث نجسدها، ونعيشها، ونكون منها؛ لأنها وباختصار شديد تكون منا، وتعكسنا تماماً، إذ أن حياة كل واحد منا غنية بالكثير من الأمور التي ينجزها وبشكل يومي، إما لأنها مهمته في الحياة، أو لأنها حياته أصلاً، وبين تلك الأولى وهذه الأخيرة يكون شغفنا الذي يبدأ كعادة نعتاد عليها حتى تتمكن منا فتصل لدرجة الإدمان، لكن لربما يطول الأمر قبل أن نشعر بذلك، أو بالأحرى قبل أن نصدقه، ويغلب منا اليقين مبلغه؛ ليُبلغنا بحقيقة أننا قد تخطينا كل المراحل الطبيعية لنصل إلى كل ما هو غير ذلك. الحب هو ما يُولد الدافع في قلوبنا؛ ليُجمل لنا رغبة متابعة ما قد شرعنا به، وإن كانت الرحلة صعبة جداً، والدليل هو ذاك الشخص الذي يُكرس نفسه وكل ما يملكه من طاقات؛ لينجز عملاً إما أن تتابعه نظرات الاستهزاء التي تقول له: ما هذا الغباء الذي تقترفه بحقك؟ وإما أن لا يجد ما يتابعه من نظرات؛ لأنه وبالنسبة للعالم غير موجود أصلاً. والحق أن ما سيخلفه ذلك في نفسه لن يكون هيناً أبداً؛ لأنه يهين حبه وشغفه لكل ما يقوم به، وهو ما يعني أنه سيسبب له جرحاً غائراً قد يمتد ويتمادى ليتجاوز اللحم وينخر العظم لينتهي به الأمر وكأنه لم يكن يوماً، ويمكن لأن نقول ان تلك الحالة التي سيبلغها هي (النهاية)، لكن لا يمكن بأن نحكم ونقول: (بأنها نهايته) فهو الوحيد من سيقرر مصيره، كيف سيكون ومتى سيكون؟ والآن لنأخذ كل ما ذُكر مقاساً نقيس به وضعنا في الحياة، ونلاحظ ما نحن عليه، بسؤال لابد وأن يكون: هل ما نقوم به ونحبه يستحق المتابعة وإن لم يحبه من حولنا (ممن حولنا)؟ هل يجدر بنا بأن نصفع كل تلك النظرات التي تستنكر ما نقوم به بمتابعة جدية تؤكد حبنا الحقيقي له ذاك الذي نحبه؟ وهل سحبتك جملة الأسئلة التي سبق وأن بدأتها لأسئلة أخرى تشعر بأنها لن تنتهي أبداً؟ إن كانت الإجابة بـ (نعم) فلقد ربحت نفسك وبنفسك. الحياة لحظات شقاء تشابهها في اللون والشكل والمساحة لحظات الرخاء، ومن الأمور التي تعزز الشق الثاني منها؛ لتنفض لحظات الشقاء عنك (حبك لما تقوم به) وإن كان ذاك الذي لا يستسيغ طعمه البعض، وهو ما لا يهم أبداً؛ لأنك الوحيد من يتوجب عليه ذلك، لا غيرك، فإن فعلت وفعلت ما يحلو لهم للفظت ما تفعله حتى من قبل أن تدرك ما يكون، لذا افعل ما يحلو لك، وبالطريقة التي تحب، طالما أنها تُرضي الله أولاً، فوحده رضا الله ما يهمك لتتابع رحلة عمل يعكسك ويترجمك ويميزك أمام الآخرين. آخر الكلام Be what you like to be وليوفق الله الجميع في النصف الثاني منك يا رمضان. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]