23 سبتمبر 2025
تسجيلالتطورات السياسية التي شهدها لبنان أمس، والتي تتعلق بعدم وصول القادة اللبنانيين إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة، بعد اعتذار رئيس الوزراء سعد الحريري عن المهمة، من شأنها أن تزيد من تصاعد الأزمة السياسية الحادة المستمرة منذ أشهر عديدة، وتعمّق الأزمة الاقتصادية المعيشية التي أثقلت كاهل الشعب ووضعت لبنان على حافة الانهيار والانفجار. لقد بذلت العديد من الأطراف الدولية والإقليمية جهوداً كبيرة لمساعدة اللبنانيين في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق ببلادهم، وعلى رأسها الأزمة السياسية المتطاولة، ومن بين هذه المساعي المبذولة كانت دولة قطر، انطلاقاً من حرصها على الشعب اللبناني الشقيق، قد عبّرت على أعلى المستويات عن دعمها للجمهورية اللبنانية للخروج من الأزمة الراهنة، ودعت جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية للإسراع في تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمات والتحديات، وظهر ذلك الدعم من خلال استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للعديد من المسؤولين اللبنانيين، بجانب رسائله إلى أخيه فخامة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، والتي حملها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال زياراته الأخيرة إلى بيروت ولقاءاته مع القادة اللبنانيين. إن المسؤولية الأكبر في مواجهة التحديات الماثلة والإسراع في تشكيل حكومة جديدة تقع على عاتق القادة اللبنانيين، الذين لم يعودوا يمتلكون وقتاً إضافياً أكثر.. ثم يأتي من بعد ذلك دور الدول الشقيقة والصديقة في الوقوف معهم ومد يد المساعدة لانتشال لبنان من أزماته.. وقطر كما كانت تظل دائماً داعمة للأشقاء في محنتهم دون تمييز بينهم ودون حسابات سياسية سوى مصلحة الشعب اللبناني وخيره.