12 سبتمبر 2025

تسجيل

الوعود وأصحاب القلوب العظيمة

16 يوليو 2016

هناك من يعتقد أن الوعود ما هي إلا كلمات تُقال في لحظات حرجة نرغب بالتملص منها والتخلص من الوضع الذي يشغلنا، في حين أنها ليست كذلك فهي ومن قبل أن تكون مجرد كلمات (أفعال عظيمة) لا تكون إلا من (أصحاب القلوب العظيمة)، الذين يدركون معنى الوعد وما يكون عليه، والحق أن الحياة مع هؤلاء أجمل بكثير منها مع غيرهم ممن يطلقون الوعود ويتملصون منها مع أول مخرج يسمح لهم بالفرار بعيداً نحو وعود أخرى لا تعني لهم أي شيء فهي مجرد (قناة) تنقلهم من مكان لآخر حتى ينتهي بهم الأمر، حيث يريدون وإن كان بعيداً كل البعد عن أولئك الذين يعيشون حالة ترقب لوعود تعني لهم الكثير، ولكنها ليست كذلك لسواهم ممن يعيش؛ كي يستغل، ويستغل غيره؛ كي يعيش. لا أجد مُبرراً يُبرر موقف من يعكف على إطلاق الوعود من أجل مصلحته كل الوقت، ولا أعتقد بأن من يفعل يدرك معنى المسؤولية، فهو يُقبل على فعلته تلك؛ كي يغطي حاجاته الخاصة وإن لم تكن لتشمل سواه، وفي الأمر الكثير من الأنانية التي ستعطيه مما ستأخذه من الآخرين ويمكن بأن يتسبب لهم بالكثير من الأذى، ولكن وعلى الرغم من قسوة الأمر يكون الوقوع فيه (وفي بعض الأحيان) إجبارياً، لا خيار للمرء فيه أبداً، وهو ما لا يعني استمرارية الوضع على ما هو عليه حتى آخر المشوار، ولكن التنبه إليه وفي مراحل مُبكرة تسمح له بتعديل الموقف للأحسن دون شك، وذلك بالسعي إلى تحقيق الوعود وتحويلها لواقع يُسعد كل من يترقبه ويترقبها.من نحن كي نٌحاسب؟ لاشك أن النفس تخضع للمحاسبة كل الوقت؛ كي تأتي بأفضل ما لديها، وهو ما يكون منها في المقام الأول؛ لذا لن نفرض أن ما قد تقدمنا به من باب المُحاسبة، ولكن من باب التذكير بها، فنحن ودون شك كي نصل إلى كل ما قد وصلنا إليه في حياتنا سنكون قد مررنا بالكثير ممن ساعدونا على بلوغ ما قد بلغناه، ولربما نكون وفي مرحلة من المراحل قد لجأنا إلى طلب المساعدة التي ومن الممكن بأن تُعرف بـ (المعروف)، الذي لا يرجو مقابلاً، ولكن أصحاب النفوس الكريمة لا يستطيعون تمريق الأمر وكأنه لم يكن؛ لذا نجدهم يحملون على عاتقهم مهمة مقابلة ذاك المعروف بما يليق به فعلاً؛ ليبدأ الأمر بوعد متى أطلق كان من المفترض بأن ينُفذ فهو الصواب ولا شيء غيره. أحبتي: نعيش كل يوم تجربة جديدة نتعلم منها الكثير، ونخرج منها بما يمكنه مساعدتنا على تعديل مساراتنا في الحياة، والحق أننا ومن خلال صفحة (الزاوية الثالثة) نحاول المشاركة بهذه المهمة التي تغير الفرد والأمل بأن يمتد أثرها إلى المجتمع بكامله إن شاء الله، وحتى يكون لنا ذلك وإن كان على المدى البعيد، نتمنى لكم التوفيق في هذه المرة وفي كل مرة نجتمع فيها من خلال هذه الصفحة. من همسات الزاوية حين تقرر الصعود إلى الأعلى فلتحرص على نقطة وجوب التركيز على كل من ستلتقي به وسيكون له دوره الذي سيساعدك على الوصول حيث تريد، ولا يجدر بك التقليل من شأنه حتى وإن كان بسيطاً، فهو وكل من هم على شاكلته قد تعهدوا بمساعدتك على تحقيق ما تريده؛ لذا لا تبخل عليهم بتقديم الشكر، أو تنفيذ الوعود التي سبق لك وأن تفضلت بها في مرحلة من المراحل-تسهيلاً لمرورك ومتابعتك لرحلتك- ولا يجدر بك التهرب منها؛ لأنك وإن فعلت فستبدو صغيراً جداً أمام كل ما قد تقدمت به من إنجازات لن تشفع لك حتى تتمرد على ظروفك (أياً كانت) وتتهرب منها؛ لتعود إلى المكان الصحيح الذي تنتمي إليه فعلاً ويفرض عليك الالتزام بوعودك كشرط أساسي للنجاح الذي تطمح إليه وتتمناه.