14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان لفن الخط العربي قصب السبق في الإبداع الفني الإسلامي والذي استوحى منه الفن الغربي الحديث معظم حِراكه الإبداعي والذي انطلق بالخط العربي نظراً لعناية المسلمين الأوائل بالحرف العربي الذي كتبت به آيات القرآن وبالوحدات الزخرفية النباتية والهندسية التي جمّل بها الفنان العربي صفحات القرآن الذي "لَا يَأْتِيه الْبَاطِل مِنْ بَيْن يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفه".تكريساً للجوهر الخالد وبالحدس المتجاوز لعالم الرؤية البصرية وصولاً إلى قلب الفكر وإلى التجريد ومن ثم إلى الرمز، والذي قامت عليه تيار الحداثة الغربية وثم أعاد صياغتها، هذا التأثير البالغ في الأعمال والمستلهمة كما غيرها من تراثنا عبر حواضر التأثير الإسلامي.. فالفنان بول كيلي رائد الحروفية استخدم الحرف في أشكاله المختزلة إلى فن تجريدي والتي صارت ملء سمع العالم وبصره.ويبقى في هذا السياق سؤال حائر ؟ ألسنا نحن أولى في تطوير أبجديته المستوحى من حضارتنا والتي انطلقت من فن الخط العربي ؟!وإذا كانت الإجابة على استحياء بالإيجاب، فعلينا طرح التساؤل التالي:ألم يأنِ لنا أن نستدرك ما فاتنا من خلال بناء حركة إبداعية أساسها إعادة الاهتمام بالخط العربي، وفي تراثنا متاحات كثيرة لإحداث هذا الاستدراك منها: العرب - خير من يفهم الحرف العربي، وكذلك تملكنا لتراث تشكيل هذه الحروف بأنواع من الخطوط التي ابتدعها الخطاطون العرب الأوائل والمتراوحة بين النسخ والرقعة والثلث وغيرها.لقد آن الأوان لإنشاء مركز للخط العربي، وقطر خير من يعلق الجرس لهذه المهمة الإبداعية لعدة أسباب من بينها: حرص الدولة على النهوض بحركة الإبداع الفني من خلال إنشاء مراكزها منذ عقدين من الزمان وثانيها: أننا أمام حدث يستعد له جميع القطريين بكل قوتهم ومؤهلاتهم وهو "رؤية قطر 2030" والذي يحتاج منا إلى نهضة فنية شمولية توازي عناصر النهضة الأخرى في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية.. لذا فإنني أدعو وزارة الثقافة والفنون إلى تبني مشروع إقامة مركز فني للخط العربي كما أشيد بالجهود والمبادرات الفردية التي يتبناها رجل الأعمال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في رعاية فن الخط العربي.. ومبادرة الأستاذ إبراهيم فخرو في تصنيف كتاب رحلة الخط العربي، وهذه كلها عوامل تجعلنا في قطر الأجدر في حيازة شرف العناية بفنون الخط العربي وهي جديرة بدفع الدماء في عروق الحركة الفنية الوطنية لرسالة فكرية وهوية فنية عربية إسلامية معاصرة حينها لايمكن للحداثة مهما بلغت تقنياتها أن تكون بديلا عن الحرف العربي الأصيل.