18 سبتمبر 2025
تسجيلتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعب الفلسطيني بأنه "سيدفع ثمن" قرار "حماس" رفض المبادرة المصرية، وتوعد بـ "توسيع وتكثيف" العدوان الهمجي وبالمزيد من النار، ناسيا أو متناسيا أنه وحكومته لم يكونا في موقف أضعف من اليوم في عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما لم تكن جرائمه أكثر انكشافا للعالم من اليوم، في حين لم تكن المقاومة في وضع أقوى من اليوم، بإرادتها، وبتمسكها بحقها الشرعي في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة بعد فشل اتفاقيات أوسلو في تحقيق هذا الهدف، رغم النوايا الصادقة للقادة الفلسطينيين الذين ساروا في هذا النهج، ومن ورائهم المجموعة العربية التي دعمت ورعت عملية السلام، منذ مفاوضات مدريد، وانتهاء بمبادرة "حل الدولتين" التي تبنتها الإدارة الأمريكية. المقاومة الفلسطينية لا تحتاج اليوم مبادرات للتهدئة بالوكالة، بقدر ما تحتاج إلى دعم صمودها حتى لا تذهب تضحيات الشعب الفلسطيني الأسطورية في غزة وفي هذه الظروف شبه المستحيلة هباء، وأكد ذلك سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العربية أول أمس، كما يجب ألا يغيب عن هذه التهدئة فرض الشروط والضمانات التي تمنع تكرار هذا العدوان، وترفع الحصار الجائر وغير الإنساني وغير المنطقي عن قطاع غزة.الحكومة الإسرائيلية تبدو ضعيفة ومهزوزة ومشتتة بفعل سياسات نتنياهو العدائية غير المدروسة، والدليل على التوترات المتنامية داخل الائتلاف الحاكم إقالة نائب وزير الدفاع داني دانون الذي انتقد بشدة طريقة شن هذا العدوان واصفا إياه بـ"الفاشل"، كما أنها تحت ضغط إجماع دولي واسع مندد بجريمة الحرب التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني بعد سقوط 200 شهيد حتى الآن. ومن هنا يجب أن تكون التهدئة المطلوبة بمقاسات ومواصفات عادلة في أبسط بنودها، لا تساوي بين الضحية والجلاد، ولا تأتي لمجرد تشريع أو تبرير هذا العدوان، ومنح القائمين عليه فرصة للهروب إلى الأمام.نتنياهو من سيدفع ثمن التهدئة، لا الشعب الفلسطيني الصامد، وفصائل مقاومته الباسلة.