13 سبتمبر 2025
تسجيلمعلوم ان الله فرض على المسلمين أن يذكروه كل يوم وليلة خمس مرات بإقامة الصلوات الخمس في مواقيتها المؤقته، وشرع لهم مع هذه الفرائض الخمس أن يذكروه ذكرا يكون لهم نافلة، والنافلة الزيادة، فيكون ذلك زيادة على الصلوات الخمس وهي نوعان: أحدهما ماهو من جنس الصلاة : - فشرع لهم أن يصلوا مع الصلوات الخمس قبلها أو بعدها أو قبلها وبعدها سننا، فتكون زيادة على الفريضة، فإن كان في الفريضة نقصٌ جُبِر نقصها بهذه النوافل، وإلا كانت النوافل زيادة على الفرائض وأطول مايتخلل من مواقيت الصلاة مما ليس فيه صلاة مفروضة مابين صلاة العشاء وصلاة الفجر ومابين صلاة الفجر وصلاة الظهر، فشرع مابين كل واحدة من هاتين الصلاتين صلاة تكون نافلة لئلا يطول وقت الغفلة عن الذكر، فشرع ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر صلاة الوتر وقيام الليل، وشرع ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر صلاة الضحى وبعض هذه الصلوات آكد من بعض، فآكدهما الوتر، ولذلك اختلف العلماء في وجوبه ثم قيام الليل , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليه حضرا وسفرا , ثم صلاة الضحى وقد اختلف الناس فيها وفي استحباب المداومة عليها، وفي الترغيب فيها أحاديث صحيحة , وورد الترغيب أيضا في الصلاة عقيب زوال الشمس , وأما الذكر باللسان فمشروع في جميع الأوقات ويتأكد في بعضها , فما يتأكد فيه الذكر عقيب الصلوات المفروضات وأن يذكر الله عقيب كل صلاة منها مائة مرة ما بين تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل , ويستحب أيضا الذكر بعد الصلاتين اللتين لا تطوع بعدهما وهما الفجر والعصر، فيشرع الذكر بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وهذان الوقتان أعني وقت الفجر ووقت العصر هما أفضل أوقات النهار للذكر، ولهذا أمر الله تعالى بذكره فيهما في مواضع من القرآن كقوله – ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) - وقوله – ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا )- وقوله – (وسبح بالعشي والإبكار) - وقوله – (فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) - وقوله – ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) - وقوله – ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) - وقوله – ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) - وقوله – ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) .