12 سبتمبر 2025

تسجيل

وكف أيدي الناس عنكم

16 يوليو 2013

نواصل معكم وقفات مع كتاب الله تعالى و سورة الفتح ونصل  الى قوله تعالى (ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً ) {19}) أى وآتاهم (ومغانم كثيرة يأخذونها) أي مغانم خيبر والالتفات إلى الخطاب على قراءة الأعمش وطلحة ونافع لتشريفهم في مقام الامتنان, (وكان الله عزيزاً) غالباً (حكيماً) مراعياً لمقتضى الحكمة في أحكامة وقضاياه. ● قوله (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون ءآية للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيماً {20}) (وعدكم الله مغانم كثيرة) هي ما يفيؤه على المؤمنين إلى يوم القيامة (تأخذونها) في أوقاتها المقدرة لكل واحدة منها (فعجل لكم هذه) أي غنائم خيبر (وكف أيدي الناس عنكم) أي أيدي أهل خيبر وحلفائهم من بني أسد وغطفان حيث جاءوا لنصرتهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا وقيل أيدي أهل مكة بالصلح (ولتكون آية للمؤمنين) أمارة يعرفون  بها صدق رسول-  صلى الله عليه وسلم - في وعده إياهم عند رجوعه من الحديبية ما ذكر من المغانم وفتح مكة ودخول المسجد الحرام  أي ولتكون آية لهم فعل ما فعل من التعجيل الكف أو بما تعلق به علة أخرى محذوفة من أحد الفعلين أي فعجل لكم هذه أو كف أيدي الناس لتغتنموها  (ويهديكم) بتلك الآية (صراطاً مستقيماً) هو الثقة بفضل الله تعالى والتوكل عليه في كل ما تأتون وماتذرون. ● قوله (وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديراً {21}) (وأخرى)  أي فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى (لم تقدروا عليها) وهي مغانم هوزان في غزوة حنين ووصفها بعدم القدرة عليها لما كان فيها من الجولة قبل ذلك لزيادة ترغيبهم فيها وقوله تعالى (قد أحاط الله بها) صفة أخرى لأخرى مفيدة لسهولة تأتيها بالنسبة إلى قدرته تعالى بعد بيان صعوبة منالها بالنظر إلى قدرتهم أي قد قدر الله عليها واستولى وأظهركم عليها وقيل حفظها لكم ومنعها من غيركم هذا وقد قيل إن أخرى منصوب بمضمر يفسره قد أحاط الله بها أي وقضى الله أخرى ولا ريب في أن الإخبار بقضاء الله إياها بعد اندارجها في جملة المغانم الموعودة بقوله تعالى وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ليس فيه مزيد  فائدة وإنما الفائدة في بيان تعجيلها (وكان الله على كل شيء قدير) لأن قدرته تعالى ذاتية لا تختص بشيء دون شيء. ● قوله (ولو قاتلكم الذين كفروا لولَّوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيراً {22}) (ولو قاتلكم الذين كفروا) أي أهل مكة ولم يصالحوكم وقيل حلفاء خيبر (لولَّوا الأدبار) منهزمين (ثم لا يجدون ولياً) يحرسهم (ولا نصيراً) ينصرهم.