14 سبتمبر 2025
تسجيللربما وللحظة سَتُفرَك العين؛ للتأكد من سلامة عقل عنوان مقال هذا اليوم، وهو ما سيترك أثراً غائراً في النفس، أو أنه ولربما سيمضي دون أن يترك في النفس أي أثر يُذكر، والحق الذي سيناضل بين هذا وذاك هو أن هذا المقال سيظل كما هو، وسيطل عليكم كما كُتب بساعة جمعت من عالمي ما يشغل البال خلال هذه الأيام (هذه الأيام) فإليكم ما كان لي وصار لكم: 1 - رمضان شهر تجتمع فيه كل الفضائل والبركات، نُقدم فيه على ما أمرنا به الله؛ لنأخذ ما قد وعدنا به؛ ولأنه الحق سبحانه وتعالى فلن تضيع الحقوق أبداً؛ لذا نجد بأن المؤمن هو من يدرك كيفية استثمار وقته بما يشغله بطاعة الله لا عن طاعة الله، أما غيره فلن يحصد ما سيحصده الأول؛ لأنه لم يُقدم على ما كان منه (ذاك الأول) بذمة وضمير، والسؤال الذي يفرض نفسه عليه ويجري من أمامه هو: لماذا لا أحصد ما يحصده غيري وأنا أعمل أيضاً؟ وهو هذا الذي ستقابله تلك الإجابة الأنيقة التي تسير وبكل رشاقة وثقة: لأنك لم تعمل جيداً بطريقة تترجم إخلاصك واهتمامك ورغبتك الحقيقية بالفوز بما تريده، فالحق أن من جد وجد ومن زرع حصد، وأنت لم تبذل من الجهد ما يكفي؛ لتخرج بما تحلم به، والجميل أن حديث النفس هذا لا يقف عند هذا الحد فحسب، بل أنه يستحق منا بأن يتمادى ويتمرد ليمتد ويصبح على نطاق واسع شاسع يشمل كل مجالات الحياة التي نعيشها، والتي تحتاج لمن يدرك عمله، ويدرك ما يقوم به، ويدرك بأنه ما يجدر بأن يكون بكثير من العزم والإصرار، لا بجهد شديد الخجل لا يستطيع قطع مسافات طويلة من العمل دون أن يتوقف بين الحين والآخر؛ بسبب تلك العقبات التي تقف من أمامه ويحسبها تستحق منه وقوفه وفي المقابل. للأسف أننا نجد بيننا (هذه الأيام والحديث ليس عن رمضان وحده، ولكنه عن حياتنا طوال العام وتحديداً خلال هذه الفترة الزمنية) من يبذل القليل ويحلم بالكثير، يجيب بالبسيط ويسأل عن العظيم، ويظل كذلك ليمضي من العمر ما سيمضي دون أن يحصل على ما يريده، فلا يجد عمره إلا وقد ضاع منه بين شح العطاء، وإلحاح السؤال عن سبب تعطل الحال، دونه السعي الجاد والجيد عن الكيفية التي تُحقق له ما يريده، وسرعة الأخذ بها متى كانت؛ كي يباشر بها غرس دعائم حياته الجديدة، وهو ما يجدر به بأن يكون، ولا يستطيع فعله سوى من يبحث عنها تلك الحياة الجديدة، فإن كنت من قد فُصِلَ هذا الحديث له، فيجدر بك بأن تأخذ هذا الثوب وتأخذ به فيتحقق لك المراد إن شاء الله لك ذلك. 2 - الصراع الذي يشتعل في رمضان وتشعله القنوات الفضائية، التي تشد المشاهد بين هذا وذاك لازال مستمراً وسيظل كذلك، حتى يجد له عقلية واعية تدرك الاتجاه الذي يجدر بها بأن تتوجه إليه فتنصرف نحوه؛ لتصرف عنها شر كل الشرور، فما يحدث أن هذا الصراع ليس بجديد البتة، فهو المعروف على أنه الصراع الأزلي القائم بين رموز الخير ورموز الشر، التي لا تمثلها تلك القنوات ولكن أصحابها أهل التخطيط والترويج لأمر لا يدركه سواهم، وكل ما علينا وعلى أصحاب العقول الواعية هو إدراك ما يليق بنا ولنا، وما يستحق منا متابعته؛ لنخرج منه بخير الثمار. منذ ساعات فقط وردتني رسالة نصية جميلة جداً تؤكد على تكاتف رموز الخير، خاصة وأنها تلك التي وصلتني مُحملة بكافة البرامج التلفزيونية الرمضانية المفيدة، التي تحمل بجوفها فائدة دينية عالية الجودة تستحق المتابعة، فهي ثمرة نتاج جهد عظيم تقدم به كل من يُحب تعريف المسلمين بإسلامهم أكثر، وبتاريخه أكثر وأكثر بشكل مُحبب يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لأننا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالحق أنها جملة من الأعمال المُشرفة لشخصيات مُشرفة وعن ماضٍ مشرف دون شك، والجميل أنها (أي تلك الأعمال) لا تحتاج لترويج فهي تهتم بتلك المسألة، ولكنها تحتاج لتذكير حقيقي بما يجدر بنا تذكره ووضعه على قائمة الاهتمامات، التي تضبطها الرغبات فتصنفها؛ ليغدو ما يستحق كما يستحق بأن يكون على جبهة تلك القائمة. هناك الكثير من الأمور التي تشغل بال قلمي كما تفعل مع غيرنا، ولكننا نبتعد أحياناً عنها بحسب ما تفرضه الظروف، وهو ما لا يعني بتاتاً بأنها لن تأخذ حقها منا، ولكنه ما يعني بأنه ما سيكون حين تكون الفرصة، وبالنسبة لكل ما قد ورد في هذا المقال هذا اليوم، فهو فعلاً ما يشغل البال، خاصة حين نفكر بكل من يبحث عن ثمار عمله وهو من لم يزرع شيئاً، وحَمَلنا على توجيه هذه الكلمات له: قدم أفضل ما لديك؛ لتأخذ أفضل ما تريد. أما وفيما يتعلق بموضوع الخير الذي تبثه بعض القنوات الفضائية من برامج رمضانية ترشد الصائم وتدله على سبل الصواب، فلها هذه الكلمات: فليكثر الله من هذه البرامج، وليوفق كل من شارك بها؛ لتصل إلينا كما وصلت، وكما جاهد كل مشارك بها؛ كي ندرك هذه الجوانب الجيدة والثمار المفيدة لهذه القنوات. وأخيراً فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي يا حبيبي اللهم آمين.