15 سبتمبر 2025
تسجيلمشاعر جميلة روحانية ربانية عشنا معها بالأمس بالرغم من البعد المكاني، فوسائل التواصل والفضائيات تنقل لنا صورة الحجيج وتحركاتهم وتأدية المناسك من الواقع، أصوات الحجيج ارتفعت لتبلغ عنان السماء تلبية لنداء الرحمن بالوقوف على جبل عرفات والدعاء راجين الله الرحمة والمغفرة لتمتزج بالدعاء لأهل غزة المنكوبة، بالنصر والصبر والثبات. لبيك اللهم لبيك يرددها الجميع بلا استثناء، لذلك حج هذا العام يختلف، والدعاء يختلف، كانت غزة حاضرة لم تغب عن القلوب، مناظر الأطفال وأشلائهم ودمائهم ماثلة أمام عيون الحجاج، آهات الأمهات وآلام الجرحى والجوعى شريط يلف في عقولهم، كيف تنسى غزة المنكوبة، وكيف لا يشملها الدعاء، هي اليوم لا تسمع إلا صواريخ العدو وتلفح أجواءها الدخان الصاعد منها. مع تكبيرات الإحرام، هي تدافع عن قبلة المسلمين الأقصى الشريف، هي وحدها في ميدان الحرب وتدفع الثمن من أبنائها، توحدت ألسن الآلاف في بيت الله بالترجي والأمل من الله بالنصر لهم والثبات والفوز بالشهادة، كما هي وحدة الإحرام الذي يتوشح به جسد الحجيج لينصهر خلالها الاختلاف في اللون واللغة والجنس والمكانة الاقتصادية والاجتماعية، الكل سواسية، والكل يرددون تلبية واحدة لبيك اللهم لبيك باختلاف اللهجات، الكل عند الله حجاج بلا ألقاب ولا أسماء ولا نسب، عدالة سماوية ربانية تشعرنا ونحن نرى قوافل الحجيج تنساب زرافات بانتظام؛ بهدف واحد وتلبية واحدة وروحانيات الايمان التي تتجلى بالطاعة والعبادة، ما أجملها من عبادة ربانية تجمع الشعوب المسلمة من المغرب إلى المشرق بروح واحدة ومشاعر واحدة، بالأمس وقف الحجيج ملبين الدعوة الربانية، لا رفث ولا فسوق ولا جدال، نسأل الله للحجيج التوبة والمغفرة والقبول والعودة بحفظ الله. ونسأل الله للمملكة العربية السعودية الأمن والأمان والمباركة على ما قدمته وما تقدمه من حسن استقبال وخدمات لضيوف الرحمن بكل انسيابية، ونسأله الرحمة والنصر لأهل غزة المرابطين وسط المعركة، ولاسرائيل الزوال والدمار، وأن يجعل كيدهم في نحورهم. …. وها نحن اليوم نستقبل عيد الأضحى المبارك وله نصيب من الفرحة اقتداءً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يبقى له رونقه وفرحه وقدسيته ومشاعره الدينية واحترامها، الأضحية والتواصل والعيدية مشاعر من جماليات العيد، نستقبل العيد وقلوبنا مثقلة بالألم على أبناء غزة أطفالها، وشيوخها ونسائها، لتلتقي الدعوات لهم بالصبر والثبات مع بطاقات المعايدة بعيد الاضحى المبارك التي تضج بها منصات الوسائل المجتمعية، وتلك سنة الحياة، وتلك مناسبة إيمانية. …. وكل عام والأمة الاسلامية بخير أعاده الله علينا بأحسن حال للجميع وللدول المنكوبة فلسطين والسودان وسوريا والعراق وكل الشعوب المسلمة التي أرهقتها وأهلكتها الحروب وقساوة وظلم الأنظمة التي تتحكم في مصائرها وكل عام والأمة الإسلامية بخير وبأحسن حال لننسى قول المتنبي «بأي حال عدت يا عيد» ونردد ما قاله إيليا أبوماضي: يا شاعر هذي روعة العيد.. فاستجد الوحي واهتف بالأناشيد