عيد يوحد الأمة الإسلامية

تحتفل الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك وسط أصداء ترديد التكبيرات وتبادل التهاني في أجواء من التآخي والتكافل تذكرنا بمعاني العطاء والمحبة والمقاصد السامية في ديننا الحنيف الذي شرع الأعياد لأهداف روحية نبيلة وعادات اجتماعية أصيلة، فالعيد فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية، ولتجديد قيمة التواصي بالحق والمرحمة. عيد الأضحى فرحة لا ننكرها على أنفسنا ولكن مشاعرالفرحة والاحتفال بالعيد لا تنسينا استذكار مآسي أشقائنا في فلسطين الذين يتعرضون للقتل والتهجير من قبل المحتل الإسرائيلي وأشقائنا في السودان الذين يعيشون في ظل صراع دموي وظروف إنسانية مأسوية، كما أننا لا ننسى إخواننا السوريين المهجرين في الملاجئ والقابعين في السجون. في هذا العيد بقدر ما نحتفي بشعائرنا الدينية ونتبادل التهاني الأخوية فإننا نستذكر مشكلات وهموم إخواننا المسلمين في كل بقاع الأرض وندعو لهم بزوال أزماتهم واستتباب الأمن والسلام على أراضيهم. نأمل أن يكون العيد فرصة لتوحيد صف الأمة الإسلامية وتقوية بنيانها وعزيمتها وتجديد روحها من أجل مواجهة التحديات والأزمات التي تعصف بشعوبها وتضرب وحدتها وتهدد مستقبلها. نعول على أن يكون العيد مناسبة لاستعادة التضامن العربي والإسلامي والسعي المشترك لإيجاد حلول سلمية عادلة تحقن الدماء وتوحد الصفوف حتى تحتفل كل شعوبنا العربية والإسلامية بأعيادها في وحدة ووئام وأمان وسلام. كلنا أمل بأن يعيد الله علينا العيد القادم وكل المسلمين بخير وقد التأم شمل أمتنا العربية والإسلامية وعم الازدهار والتنمية في كل ربوعها وتحقق أمل الأشقاء في فلسطين في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.