11 سبتمبر 2025
تسجيلاستكمالا لمقال الأسبوع الماضي: «آن أوان إنهاء نكسات ونكبات الفلسطينيين والعرب»- وبرغم تحول إسرائيل بنظر حتى داعميها لعبء ثقيل ومؤرق ولدولة مارقة على المسرح الدولي مع اعتراف أربع دول أوروبية هي إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، وتوقع انضمام مزيد من الدول إلى جنوب أفريقيا بمقاضاة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبادة وضد الإنسانية»، بات ملحاً انتفاض إدارة بايدن وإعادة النظر بانحيازها وتواطئها، لإنجاح مقترحه بوقف الحرب. وكذلك إعلان دول عربية ومسلمة موقفا أخلاقيا بالضغط على الولايات المتحدة ودعم موقف قطر في مفاوضات وقف الحرب. خاصة أنه بعد أسبوعين من إعلان الرئيس بايدن مقترحا إسرائيلياً لم يؤكد أحد في إسرائيل وخاصة نتنياهو تقديمه - متطابق لحد كبير مع ما قدمته حركة حماس في 6 مايو الماضي مكون من ثلاث مراحل يدعو لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من غزة والتوصل لصفقة إطلاق سراح الأسرى والرهائن وتوسيع إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة- دون مناقشة ترتيبات ما بعد الحرب- التي لا يبدو ستكون قريبة. * لا تزال تفاصيل الاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن قبل أسبوعين غامضة برغم صدور قرار من مجلس الأمن قدمته الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار-ويناقضه موقف نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين في المؤسستين السياسية والعسكرية. ومع ذلك يستمر الضغط كما شهدنا بتصريحات الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن الذي أنهى زيارته الثامنة للمنطقة بالضغط وتحميلهم حماس مسؤولية الموافقة على المقترح دون ممارسة أي مطالب وضغط على نتنياهو والمتطرفين في حكومته- وهم من يعوقون الموافقة على مقترح الحرب ومراحل ما أعلنه الرئيس بايدن وساندته مجموعة السبع. وفيما أشاد وزير الخارجية الأمريكي بلسنكن بوساطة دولة قطر الوسيط النشط والمثابر، الذي أمضى أشهر بقيادة مفاوضات طويلة ومضنية مع حماس للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ونقل وجهة نظر وموقف حماس والطرف الأمريكي للطرفين، برغم تعنت وانتقادات نتنياهو وتفخيخه المفاوضات. الذي باعتراف جميع الأطراف يبقى العقبة الكأداء للتوصل لاتفاق ينهي الحرب كما تشير المعارضة الإسرائيلية ومسؤولون ومشرعون أمريكيون وعلى رأسهم السناتور اليهودي المستقل ساندرز وزعيم الأغلبية الديمقراطي اليهودي الآخر ماكونيل. وبرغم ذلك يكرر بايدن وبلينكن الضغط وتحميل حماس مسؤولية قبول المقترح. حتى انتقد بلينكن تأخير رد حماس على الاتفاق وتغيير موقفها. * شهدنا تكرار انحياز أمريكي للطرف الإسرائيلي في المؤتمر الصحفي بين بلينكن ومعالي رئيس الوزراء - وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة الأسبوع الماضي، شهدنا في المقابل موقف متوازنا وواقعيا من رئيس وزراء قطر. دعا معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني- «لممارسة الضغط على كلا الطرفين، خاصة في ظل وجود تصريحات متعارضة من مسؤولين إسرائيليين مختلفين، ما يتطلب الضغط عليهم مثل الضغط الذي يُمارس على الطرف الآخر. وأكد رئيس وزراء قطر «كوسيط، نحن نحاول أن نقوم بكل ما في وسعنا لجسر الهوة في المواقف لا أن نميز بين طرف على آخر. ولكن قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ الكثير من الوقت لجسر هذه الفجوات وعلينا أن نتوصل إلى ذلك في أسرع وقت ممكن»، مبينا أن هذه الحرب هي أطول حرب حدثت في فلسطين... وسط ذلك وبرغم مرور بعد أكثر من أسبوعين على كشف الرئيس بايدن في 31 مايو الماضي عن الخيوط العريضة لمبادرة لاتفاق إسرائيلي، لم تتبناه إسرائيل ولم تتبلور بعد آفاق وتفاصيل المقترح الإسرائيلي، برغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قبول إسرائيل ورئيس الوزراء نتنياهو مضمونه! هل بات ناطقا باسم ديوان نتنياهو؟! دون أي تصريح رسمي من نتنياهو أو أي مسؤول إسرائيلي يؤكد ذلك! بل على العكس ظهرت تصريحات من مسؤولين إسرائيليين ومن الجيش الإسرائيلي بأن الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافها وتدمير قدرات حماس وإطلاق سراح الأسرى. ما يصطدم بشكل مباشر مع ما ذهب إليه الرئيس بايدن وقرار مجلس الأمن الذي دعا لوقف الحرب. * وكان لافتاً انضمام وتأكيد دعم قادة مجموعة السبع الكامل لقرار مجلس الأمن الأخير بوقف إطلاق النار في غزة الذي أعلنه جو بايدن وينص على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة و»زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية». وحمّل بيان مجموعة السبع الختامي الموقف الأمريكي بتحميل حماس مسؤولية قبول الاقتراح وطالب حماس بقبوله وتنفيذه بالكامل. ولم يطالب البيان إعلان نتنياهو موقفه وتطبيقه وهو لم يعلن قبول المقترح وقرار مجلس الأمن. والصادم أن حماس-والشعب الفلسطيني في غزة-التي تعاملت بعقلانية واقعية وإيجابية مع القرار-يتم تحميلها المسؤولية-ولا يشير البيان الختامي لمجموعة السبع إلى الضغط ووضع مسؤولية قبول إسرائيل والتزام إسرائيل بما أعلنه الرئيس بايدن نفسه قبل أكثر من أسبوعين عن صفقة مفترض إسرائيل قدمتها !! ودعا البيان إسرائيل للامتثال الكامل للقانون الدولي في جميع الظروف. واستنكر البيان الختامي لمجموعة السبع (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان)»العدد غير المقبول» من المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين قُتلوا «من كلا الجانبين» منذ 7 أكتوبر. في مساواة بين الضحية التي قتلت منهم إسرائيل أكثر من 37 ألفا بينهم حوالي 16 ألف طفل وفقدان أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض-وإصابة أكثر من 85 ألفاً آخرين. واكتفى البيان الختامي لمجموعة السبع. وطالب البيان الختامي السماح لوكالات الأمم المتحدة، وخاصة (الأونروا)-وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالعمل بدون عائق في قطاع غزة. وعبّر البيان عن قلقه وطالب بامتناع إسرائيل عن شن عملية واسعة النطاق في مدينة رفح. استمرار النظام الدولي بقيادة أمريكا بالضغط ولوم الضحية-الفلسطينيين، دون الضغط على الجلاد-إسرائيل وبقاء الوضع القائم، يعني التواطؤ والشراكة بحرب إبادة واستنزاف وباتت بلا أفق!