16 سبتمبر 2025
تسجيلدأبت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة تدشين شعار اليوم الوطني لبلدنا الحبيية ليحكي قصة من قصص تاريخ شعبنا الأبي ويعكس للأجيال الحالية والمستقبلية كفاح أجدادنا العظماء الذين جاهدوا وثابروا لبناء هذا الوطن وحمايته من الاعداء والطامعين، وجاء شعار اليوم الوطني لهذا العام 2021م ليحكي لنا قصة جديدة من قصص هذا الشعب الوفي والمحب لوطنه ولم تجد اللجنة المنظمة بداً من اقتباس شعار هذا العام مثل كل الاعوام الماضية من قصايد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1878-1913) طيب الله ثراه، وتروي لنا هذه الكلمات البسيطة المعبرة من كلمات المؤسس لوحة فنية رائعة تعكس البيئة القطرية التي نشأ فيها أجدادنا الأوفياء وهي الصحراء التي تغنى بها الشعراء العرب وسحرت بجمالها محبي الطبيعة في جميع بقاع العالم وكان الشعار هو (مرابع الأجداد أمانة). ارتباط القطريين ببيئتهم ولا زال الجيل الحالي يعشق البيئة الصحراوية الساحرة وينصب خيامه فيها وهذا يدل على ارتباط القطريين ببيئتهم ارتباطاً وثيقاً منذ قديم الزمان، فيها تربّوا وبخصائصها تأثروا، فتعايشوا مع طبيعتها وألوان تربتها وبحرها وتغيّر مواسمها وطوعوها حتّى شكَّلت جزءاً مهمًّاً ومؤثِّراً في وجودهم وبناء شخصيّتهم وهويّتهم، ولذلك، اتَّسمت حياتهم بالبساطة كبساطة بيئتهم، وانعكست دماثة الأرض على دماثة أخلاقهم وتواضعهم وسلاسة قولهم وصفاء عبارتهم وحتّى ملابسهم وعمارتهم. شعار اليوم الوطني الهام لمشاعر الوطنية وفي شعار هذا العام الذي يرمز للصحراء يجد القطريون الإلهام والفطنة رغم ما يكتنف العيش فيها من صعوبةٍ، تعكسها ندرة الماء وقلّة العشب، واستطاعوا ترويض الصّحراء بصبرهم. وزاد جمال الرّوض منْ شاعريّتهم وإبداعهم، ويحكي هذا الشعار قصة اخرى من قصص الكفاح حينما سار القطريّون في الأرض التي استخلفهم اللّه عليها، فنظروا فيها واعتنوا بها، وبنوا بيوتهم من حجر الأرض ووبر الحيوانات، دونَ إسراف لأنّهم قدّروا نعمة الله عليهم، وكان تعبيرهم بالشّكر لله بالفعل قبل القولِ، وزاد تشبّثُ القطريّين ببيئتهم من حبّهم لوطنهم وشعورهم بالانتماء والفخر به، حتّى اتّخذت البيئةُ مكانةً هامّة في حياتهم، فبرزت في أناشيدهم وقصائدهم، ومن ذلك ما نظمه الشيخ المؤسس في مرثيّته: مرّت بي العيرات عدٍّ ومنزلٍ ورسم لنا ما غيّرته الهبايب ديارٍ لنا نعتادها كلّ موسم مرباعنا لا زخرفتْها العشايبْ حب الوطن واجب على مواطن قطري فلننتهز نحن القطريين ما يرمز اليه شعار اليوم الوطني لهذا العام من معان ونمنح هذا الوطن ما يستحقه من الحب والولاء ونجزل له العطاء وبلدنا تستحق منا اكثر مما نمنحه لها من تضحيات وهي التي حوتنا ورفعت راسنا امام الأمم واصبحت سيرتنا الحسنة في كل بقاع العالم وامتد عطاء شعبنا جميع مناحي الحياة في كل البلدان الشقيقة والصديقة وحبانا الله بأن ولانا خيرنا لقيادة هذا الوطن بحنكة ودراية يحسدنا عليها شعوب العالم، الوطن هو المكان الذي نحبه وهو المكان الذي قد تغادره اقدامنا لكن قلوبنا تظل معلقة فيه وهو الحب الوحيد الخالي من الشوائب، حب مزروع في قلوبنا ولم يصنّع. كسرة أخيرة وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وكلماتي عن حبي، وأرجو العفو إن أنقصت قدراً، فما انا الا عاشقاً حاول ان يتغنى بحبه لوطنه، فنحن للوطن وبالوطن نكون أطفال نشأنا وترعرنا وطلاب درسنا وسهرنا، وموظفون أينما كنا حملنا أمانة العمل ورفعة وطننا بإخلاص واجتهاد ومثابرة وأمانة أمام الله في أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا وإخلاصاً لكل ما يرتبط بوطننا، يجب أن تستلهم جميع مؤسساتنا التعليمية والتربوية والتوعوية والثقافية من شعارنا لليوم الوطني هذا العام كل معاني الحب والوفاء والولاء لهذا الوطن الغالي المعطاء. ودمتم شعبنا العظيم محبين للوطن ومخلصين له ومعتزين وفخورين بما يقدمه لنا من عطايا جعلنا من أرقى الشعوب وأفضلها معيشة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التوبوية [email protected]