28 أكتوبر 2025

تسجيل

العجب

16 يونيو 2016

من الآفات التي تعيق تقدم السالك إلى الله سالما : صفة الإعجاب بالنفس . وهي بلية يبتلى بها البعض، فما معنى الإعجاب بالنفس؟ وما هي مظاهره؟ وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟يطلق الإعجاب بالنفس عند أهل اللغة ويراد به معنيان:(أ) السرور والاستحسان تقول : أعجبه الأمر : سره وأعجب به : سر به ومنه قوله تعالى: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم}.{ قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث }.{ كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا }.(ب) الزهو أو الإعظام والإكبار تقول : أعجبه الأمر أي زها به وعظم عنده وكبر لديه ، ورجل معجب أي مزهر أو معظم ومكبر لما يكون منه حسنا أو قبيحا ومنه قوله تعالى : { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا }.وهو في الاصطلاح : السرور أو الفرح بالنفس وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال من غير تعد أو تجاوز إلى الآخرين من الناس سواء أكانت هذه الأقوال وتلك الأعمال خيرا أو شرا محمودة أو غير محمودة فإن كان هناك تعد أو تجاوز إلى الآخرين من الناس باحتقار واستصغار ما يصدر عنهم فهو الغرور أو شدة الإعجاب وإن كان هناك تعد أو تجاوز إلى الآخرين من الناس باحتقارهم في أشخاصهم وذواتهم والترفع عليهم فهو التكبر أو شدة الإعجاب.وله مظاهر يعرف بها ، من تلك المظاهر ويمكن اجمالها فيم يلي:1- تزكية النفس : المظهر الأول للإعجاب بالنفس ، دوام التزكية النفس والثناء عليها ، والزيادة في قيمتها ، مع نسيان أو تناسى قول الله عز وجل { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } .2- الاستعصاء على النصيحة :والمظهر الثاني للإعجاب بالنفس ، إنما هو الاستعصاء على النصيحة بل والنفور منها ، مع أنه لا خير في قوم لا يتناصحون ولا يقبلون النصيحة .3- وأما المظهر الثالث فهو: الفرح بسماع عيوب الآخرين لاسيما أقرانه : يقول الفضيل بن عياض - رحمه الله - ( إن من علامة المنافق : أن يفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه )