26 أكتوبر 2025

تسجيل

هذا رمضان وهذا ما يتوجب عليك فعله

16 يونيو 2015

على الرغم من تمدد رقعة الأحداث المحيطة بنا، وتعدد الأسباب التي تُشعلها؛ لتشغل رأس الكون بين الحين والآخر بجملة من المشاعر المختلفة، التي لا نستطيع الفرار منها، بحكم أن الأمر يتطلب منا معالجة صحيحة تُنهيها على خير، فنخضع لها بعد أن تأخذ حيزاً هائلاً من الزمن يصبح مع مرور الوقت وضعاً مألوفاً وإن لم نرغب به فعلاً، إلا أن السويعات القادمة تحمل لنا بين طياتها فرحة يخجل منها كل شيء ويتقلص بكل ما فيه حتى نعيش تلك اللحظات المُنتظرة بسلام، وهي تلك التي أعتبرها نقطة بداية ننطلق منها في كل عام ونحن أكثر حرصاً على أن نُحقق المُراد منها وبشكل أفضل مما كان عليه الوضع في السابق، وتحديداً مع تلك الحكاية التي سمحت لنا بالدوران وسط دائرة ستأخذنا وفي نهاية المطاف إلى تلك النقطة التي ذكرت بأنها تشغلنا والسويعات القادمة، وبكل جد لا يكون لنا حتى يكون التفكير بشهر رمضان، شهر الخير والعفو والغفران، الشهر الذي يحسب البعض أنه يزورنا في كل عام؛ لنعيشه كما جرت العادة أي مع تلك العادات المُكررة، في حين أن الوضع يختلف في كل مرة؛ لأننا وبحكم الطبيعة نشهد الكثير من محطات الاختلاف، ونتطور مع مرور الزمن؛ لتختلف طريقة تفكيرنا، وتتطور نظرتنا للحياة، التي تجعلنا ندرك أن زيارة هذا الشهر الفضيل تُعطينا في كل مرة جديداً وتتوقع منا الأمر ذاته، وهو ما يمكننا تفهمه وبشكل جيد حين تبدأ مراسم الاحتفال بالشهر الفضيل من الداخل، فيمتد أثرها إلى الخارج، وليس العكس؛ لأننا وإن التزمنا بالأول؛ لشعرنا بروحانية الشهر الفضيل في كل بقعة نُقبل عليها، ولحرصنا على تقديم أفضل ما لدينا بقلوب طاهرة تتقرب إلى الله في كل لحظة وحين، والحق أن هذا الجديد الذي نتحدث عنه، ونشعر بحاجتنا الماسة إليه في هذا الشهر هو ترجمة معنى الخير الحقيقي الذي سيكون إن سمحنا له بالامتداد الفعلي وبشكل مشروع اخترنا منه ما قد قررنا توجيهه خصيصاً لكل من ترتبط صورة الشهر الفضيل لديه ببعض العادات، التي لا يتذكرها حتى يدخل عليه الشهر مُحملاً بالكثير من الواجبات، التي يتضاعف أجرها مع ذاك الدخول، وتتوقع منه التزاماً جاداً بها، ولكنه يُصنفها على أنها من العادات التي لا تعيش وتكون إلا في رمضان، الذي وما أن يجمع أيامه ويُعلن عن عزمه على الرحيل حتى ينتهي كل شيء، مع أنه وعلى العكس تماماً يُصنف كنقطة بداية يجدر به الالتزام بها؛ كي يُجدد ذاته ويُطورها لتخوض سنة جديدة بصفحة نقية تُلقي بكل الخلافات والمخالفات جانباً؛ ليتجاوز صاحبها عتبته بعد أن يتخلى عن كل تلك العيوب التي ومن الممكن بأن تُعيق تقدمه، وتجعله كمن يقوم بما عليه من واجبات؛ تلبية للواجب فقط، فيحرم بذلك ذاته من التمتع بكل ما تتقدم به، ويمكنها من خلاله إدراك اللذة الحقيقية لقيمة كل العبادات مرفوعة الأجر والثواب. مما لاشك فيه أنك وإن كنت ممن قد خُصِصَت هذه الكلمات له فستحرص على اقتناص الفائدة كما يجب؛ لذا فلن أبخل عليك بها، وسأقدمها من خلال بعض النصائح، التي أتمنى لك الخروج منها بكل ما ترجوه: - طهر قلبك من كل تلك المشاعر السلبية التي ستشغلك عن أجر كل ما ستتقدم به في هذا الشهر الفضيل، وتجاوز عن رغبة الانتقام من كل إساءة سبق لك وأن تعرضت لها، وستُصيبك بالعمى إن تتبعتها حتى ليضيع وقتك دون أن تُسخر طاقاتك من أجل ما يستحقك.-بادر بالصلح متى شعرت بحواجز الخصام وهي تقف لك بالمرصاد؛ لتشغلك بها وتمنعك عن إتمام ما عليك من مهام تترقبك في رمضان.- فكر بأجر كل ما تقوم بفعله وضعه من أمامك؛ كي تُقدم على الخير دون أن تتردد.- تذكر أن كل ما تفعله لوجه الله، ولا تغفل أنك تستحق فرصة تذوق أجر كل ما تقوم به؛ لذا التزم بكل ما سبق؛ كي تتمكن من عيش أجمل لحظاتك في هذا الشهر الفضيل.-درب ذاتك على البذل فلن تجد ما هو أجمل منه؛ كي تطهر به قلبك.- مارس رياضة جميلة جداً تُدعى (التسامح)، ولتكن البداية مع ذاتك، فهي من تستحق منك ذلك؛ كي تسمح لك وتعينك على ممارستها بشكل صحيح مع المقربين منك.وأخيراً،،،هناك الكثير مما نرغب بتسليط الضوء عليه، ولكن المساحة المُتاحة قد شارفت على الانتهاء؛ لذا لكم مني هذه الكلمات الأخيرة على أمل أن ألقاكم من جديد في الأسبوع القادم: كل عام والأمة الإسلامية بكل خير، وليتقبل الله منا ومنكم جميل الطاعات والعبادات (اللهم آمين).