14 سبتمبر 2025

تسجيل

المال مالك..لكن الموارد ملك للمجتمع

16 يونيو 2011

يروي شاب قصته حين سافر إلى ألمانيا فيقول: عندما وصلت الى هامبورغ، رتب زملائي الموجودون في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم. وعندما دخلنا المطعم، لاحظنا أن كثيرا من الطاولات كانت فارغة. وكانت هناك طاولة صغيرة موجود عليها زوجان شابان لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات. كنت أتساءل إذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن أن تكون رومانسية، وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الرجل. وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن. كنا جياعا، طلب زميلنا الطعام كما طلب المزيد لأننا نشعر بالجوع.. وبما أن المطعم كان هادئا، وصل الطعام سريعاً. لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام. عندما غادرنا المكان، كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقٍ في الأطباق. لم نكد نصل باب المطعم الا وبصوت ينادينا!! لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم!! …. عندما تحدثن إلينا، فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام.! قال زميلي: "لقد دفعنا ثمن الغذاء الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنيكن؟" إحدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد. واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم، وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه" ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية" وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 ماركا! التزمنا جميعا الصمت. وأخرج زميلي 50 ماركا قدمها مع الاعتذار إلى الموظف. قال الضابط بلهجة حازمة "اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها..... المال لك لكن الموارد للمجتمع. وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد.. ليس لديك سبب لهدر الموارد "!. احمرت وجوهنا خجلاً... ولكنا اتفقنا معه.. نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا. نحن من بلد ليس غنياً بالموارد ومع ذلك ومن أجل حفظ ماء الوجه نطلب الكثير من الطعام عندما ندعو أحدهم، وبالتالي يكون هناك الكثير من الطعام المهدور الذي يحتاجه الآخرون. إن هذا الدرس يجب أن نأخذه على محمل الجد لتغيير عاداتنا السيئة. قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية. جميعنا ألصق صورة المخالفة على الحائط لتذكرنا دائماً بألا نسرف أبداً... يا ترى كم منا يحتاج لمخالفة مثل هذه حتى يتعلم أن يلتزم بتعاليم ديننا الحنيف (إن المبذرين كانو إخوان الشياطين)، وكم منا يحتاج لأن يفكر بأنه بالرغم من أن بلادنا لا تعاقب المسرف على إسرافه إلا أن الله تعالى يعاقب على ذلك، وأن كل ما نسرفه وما نلقيه في النفايات من بقايا موائدنا التي نتفاخر فيها هناك أناس في أشد الحاجة لها ولا يجدون ما يسد رمقهم، فنلتق الله تعالى في أنفسنا وفيما رزقنا الله إياه.. فنحن مسؤولون ومحاسبون يوم القيامة.. وليتذكر كل منا أن المال وإن كان مالنا ولكن الموارد ملك للمجتمع.