16 سبتمبر 2025

تسجيل

حصادُ عَقدينِ من النهضةِ الشاملةِ

16 مايو 2015

منذُ عَقدينِ، تعيشُ بلادُنا عهداً منْ النهضةِ الشاملةِ التي نلمسُ ملامحَها في كلِّ تفاصيلِ حياتِـنا، سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً وتعليميةً وإعلاميةً، إلا أنها أبرزُ ما تكونُ في العمليةِ التعليميةِ، التي حَمَلَ شُعلتَها سموُّ الأميرِ الـمفدَّى، بعدما أوقدَها سموُّ الأميرِ الوالدِ، وتلألأت أنوارُها، ولم تزلْ، بالجهودِ الجبَّارةِ لسمو الشيخةِ موزا بنت ناصر. ثم كانَ حفلُ تخريجِ دفعةِ 2015م لطلابِ جامعاتِ الـمدينةِ التعليمية أكبرَ من كونِـهِ حفلاً، حيثُ إنَّ حضورَ الإنسانِ الـمواطنِ، والإنسانِ الـمَشغولِ بهمومِ أمتِـهِ العربيةِ، والأبِ الرؤوفِ، والزوجِ الحنونِ مُـمَثَّلاً في سموِّ الأميرِ الوالدِ، وكلمتَـهِ الساميةَ، ألقيا بوَهَجِـهِـما على الحفلِ فصارَ واجهةً تُرْسَـمُ عليها الصورةُ الرائعةُ لبلادِنا، والتي لابدَّ لنا من توضيحِ تفاصيلِـها في نقاطٍ، كالتالي:(1) هناك حالةٌ فريدةٌ من العلاقةِ الإنسانيةِ التي تربطُ قيادتَنا الحكيمةَ بشعبِها الحيِّ. وتتمثَّـلُ بالشعورِ الواعي للمواطنِ بأنَّ القيادةَ حريصةٌ عليه، كقيمةٍ عظمى ينبغي تسخيرُ كلِّ الإمكاناتِ في سبيلِ الحفاظِ عليها، والاستنادِ إليها في مسيرةِ النهضةِ، مما جعلَ إنسانَنا الـمواطنَ ينشغلُ بالتعليمِ والـمشاركةِ في البناءِ، وهو آمِـنٌ مطمئنٌ إلى أنَّ غَدَهُ لن يحملَ إليه ولأبنائِـهِ إلا الخيرَ كلَّهُ.(2) تتشاطرُ القيادةُ وشعبُها الـمسؤوليةَ عن تحقيقِ الأفضلِ لبلادِنا. فعندما يُصِرُّ سموُّ الأميرِ الوالدِ على أهميةِ التعليمِ، فإنَّما يتحدثُ عن عَصَبِ النهضةِ التي تقومُ على الروضةِ والـمدرسةِ والجامعةِ، أيْ عن الإنسانِ الـمُعَـدِّ بالعلمِ والـمعرفةِ والكفاءةِ العمليةِ، بما يجعلُ من رؤيتِنا الوطنيةِ لسنة 2030م هدفاً مرحلياً تنطلقُ منه أجيالُنا إلى رؤًى عظيمةٍ أخرى تُحقِّقُها.(3) الَّلفتةُ الرائعةُ، الـمَبنيةُ على الإسلامِ والعروبةِ، في كلمةِ سموِّهِ عن أشقائنا في غزةَ، الذين يُهَدِّدُ الحصارُ الظالمُ الـمَفروضُ عليهم، تعليمَ أطفالِـهِم وشبابِهِم، كانت الـمقياسَ الإنسانيَّ لـمدى التزامِـنا بأمتِـنا وقضاياها، التزاماً يَقْـرِنُ القولَ بالفِـعْلِ. وهي لفتةٌ رائعةٌ ككثيراتٍ أمثالها عهدناها في سموِّهِ وازدادَتْ أَلَقاً في سياساتِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، وازدادَ بالتالي رصيدُ بلادِنا في قلوبِ أبناءِ أُمَّتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، والشرفاءِ الـمناصرينَ لقضايانا في العالمِ.(4) الأمرُ الـلافِـتُ في الحفلِ، كانَ دورُ الـمرأةِ القطريةِ في مسيرةِ النهضةِ، من خلالِ تكريمِ سموِّ الشيخة موزا. فالكلماتُ النابعاتُ من قلبِ الإنسانِ؛ سموِّ الأميرِ الوالدِ، عندَ تكريمِـها، حملتْ احتراماً للمرأةِ وشعوراً ضخماً بأهميةِ مساهماتِها في بناءِ الوطنِ، إنساناً ومؤسساتٍ. فسموِّها تُمَـثِّلُ جميعَ النساءِ الـمواطناتِ الـمُتعلماتِ الـمثقفاتِ، اللاتي يمتلكنَ إرادةً ورؤًى سيكون لها أثرُها الفاعلُ في مستقبلِ بلادِنا.. أعودُ إلى الـمدينةِ التعليميةِ، هذا الصَّرْحُ العلميُّ الضخمُ الذي نزهو به جميعاً، لأشيرَ إلى جانبٍ قد يَغفلُ كثيرون عنه، وهو أنَّها لا تصنعُ العقولَ فقط، لكنها تُرَسِّخُ بلادَنا في قلوبِ الطلابِ والطالباتِ غيرِ الـمواطنين، وهو أمرٌ سنلمسُ آثارَهُ الإيجابيةَ في الـمستقبلِ من خلال شبكةِ العلاقاتِ العامةِ الناجحةِ، القائمةِ على مشاعرِ الـمَوَدَّةِ والـمَحبةِ تجاه بلادِنا، قيادةً وشعباً، التي سيبنونَها في بلادِهِم.كلمةٌ أخيرةٌ:قطرُ تستحقُّ الأفضلَ، لأنَّها وطنُ الإنسانِ، وواحةُ الكرامةِ واحترامِ الآخرِ والقبولِ به.