19 سبتمبر 2025
تسجيلحلت أمس الذكرى السابعة والستين لنكبة فلسطين، أرضاً وشعباً، وما زالت القضية تبحث عن مخرج، في عالم يعاني اختلالاً في موازين القوى، وامتدت فيه أيدي الإسرائيليين تعبث بكل القوانين والقيم والمنظمات، لتشكلها حسب أهوائها ومصالحها، في الوقت الذي يرنو فيه الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.تأتي الذكرى السابعة والستون وقد مد الفلسطينيون أيديهم بالسلام للإسرائيليين، على حدود 67، لكن دون مجيب، مع مفاوضات عبثية لا تكاد تصل إلى شيء، حتى تجد أسساً جديدة ودعواتٍ وضغوطاً للاستئناف، ثم لا شيء يتحقق، ولذا كان الموقف الفلسطيني الجاد بالتوقف عن المفاوضات، ووضع حد للعدو الإسرائيلي ومطالبة العالم بإلزامه بحل الدولتين والشعبين.لقد ارتكبت إسرائيل الصهيونية عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب لممتلكات الفلسطينيين!! وهدمت أكثر من 500 قرية، ودمرت المدن الفلسطينية الرئيسية وحولتها إلى مدن يهودية. وطردت معظم القبائل البدوية من النقب، وحاولت تدمير الهوية الفلسطينية، ومحو الأسماء الجغرافية العربية، وتبديلها بأسماء عبرية، وما زالت تواصل هذا النهج العنصري.. ولم يكن الفلسطينيون الأحرار ليصمتوا أمام تدميرهم، حضارة وشعباً، فقامت الانتفاضات المتوالية، ورد عليها العدو، بمجازر وفظائع فاقت ما يدّعون من هولوكوست نازي، وقتل آلاف الأطفال والرجال والشباب، وأقامت حروباً عسكرية، إضافة إلى حروبها الفكرية، وتعرضت غزة لحروب بربرية، كل ذلك والمجتمع الدولي صامت لا يتحرك، سوى لمطالبة الطرفين بضبط النفس، في مشهد تندى له الإنسانية!! وكل المواثيق والأعراف الدولية.إن إسرائيل كيان عدواني في كل جولاته، ومشاريعه، حتى شاع أن السلام الإسرائيلي لدى العدو يعني الحرب الشاملة، وهذا ما وعاه الذكاء الفلسطيني على مدى سنوات النكبة، وقاومه فكرياً وعسكرياً، وهو الآن يقاومه سياسياً، عبر المنظمات الدولية المعنية.على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لردع العدو الإسرائيلي، حتى يلتزم التزاماً حقيقياً بمفاوضات جادة، أكدها الرئيس عباس، بشروط ثلاثة، لا بد أن تسبقها، وهي: وقف النشاطات الاستيطانية، وإطلاق سراح الأسرى، ومفاوضات لمدة عام، ينتج عنها تحديد جدول زمني، لإنهاء الاحتلال خلال مدة لا تتجاوز نهاية عام 2017.وواجب الوقت على الفلسطينيين توحيد الجبهة الداخلية، وإنهاء الانقسام، وتغليب المصلحة الوطنية، على المصالح الفئوية، مع عدم التنازل عن الثوابت الوطنية، تعزيزاً للصمود في مواجهة عدو متغطرس، لا يفهم إلا لغة القوة، لئلا تتعدد النكبات مرة أخرى.