وقف القتال في السودان

جاء الصراع الذي اندلع في جمهورية السودان الشقيقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات الاخرى، امس، ليزيد من تعميق الأزمة التي يعاني منها الشعب السوداني ويدخل البلاد في نفق مظلم خصوصا مع التصعيد العسكري الذي جرى فيه استخدام كل انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة. لقد أثارت التطورات والاحداث الجارية في السودان الشقيق موجة من القلق على المستويين الاقليمي والدولي، حيث كانت دولة قطر في مقدمة الدول التي أعربت عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع بجمهورية السودان الشقيقة، وبادرت بدعوة الأطراف كافة إلى وقف القتال فورا وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وعبرت عن تطلعها إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات. تحتاج الاطراف السودانية المتنازعة، اليوم، الى الاستماع الى صوت الحكمة الى التهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، باعتبارها السبيل الأمثل لحل الأزمة والتوافق بين الاطراف بما يؤدي الى تجنيب الشعب السوداني ويلات الحروب والاستفادة من الدروس والعبر المتوفرة في أكثر من بلد في المنطقة وما آلت إليه الأوضاع بسبب اللجوء الى الخيارات العسكرية، وعدم انتهاج الحوار كسبيل لحل الخلافات. إن قطر وكل الدول الشقيقة والصديقة تقف الى جانب الشعب السوداني الشقيق، وهي لن تألو جهدا في بذل كل المساعي التي من شأنها أن تحقن دماء السودانيين، وتساعد في هذا الظرف العصيب على الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره وعلى تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق.