19 سبتمبر 2025

تسجيل

ظواهر موسمية.. ما بين العوز والاستغلال

16 أبريل 2023

ظاهرتان تبرزان سنويا في مواسم معينة وتزايد وجودهما في المجتمع غير صحّي، ويتطلب متابعة من الجهات المسؤولة في الدولة المخولة باتخاذ قرار المتابعة والمنع والسيطرة قبل استفحال خطورتهما وتشويه صورة المجتمع، ماذا نلاحظ اليوم في مجتمعنا بطالة وظيفية لجنسيات متعددة نفثتها المؤسسات والوزارات والشركات بالاستغناء عنهم خاصة مع جائحة كورونا، وما زالوا في بطالة بلا عمل ومقيمين في المجتمع، ناهيك عن دخول الكثير من بوابة التأشيرة المؤقتة واستغلالها في تمديد الإقامة والاستفادة من الخدمات المجتمعية، لتأتي الطامة الكبرى بالسماح بالدخول من بوابة بطاقة هيا بلا ضوابط ولا مساءلة، وتستخدم لأكثر من شخص، لذلك تزداد هوة التسول في عدم وجود مصدر للدخل، لتأخذ الظاهرة انتشارها وبروزها خاصة في شهر رمضان شهر العطاء والصدقات والزكوات بطريقة منفرة، من الملاحقة والتجمع والمباغتة لرواد المساجد والأسواق ومواقف السيارات، من مختلف الجنسيات واللغات بحاجة أو بغير حاجة، هو استغلال هذا الشهر واستعطاف الآخر، وكأنهم أعدّوا العدّة لهذا الشهر، مواقف كثيرة نقع فيها يتخللها الزيف والكذب مع المتسولين حاملي بطاقات ثبوتية مزورة لمريض ما بحاجة للعلاج والدواء دون معرفة المصدر وتاريخه وصدقه، يدخلون من بوابات البيوت للمساعدة المادية، ويطرقون نوافذ السيارات في المواقف خاصة وملاحقة واستغلال المواطنين، ولا ندرك مدى حاجاتهم وأهدافهم وسلوكهم، ويستغلون الزي الوطني عند التسول خاصة النساء بلغات وأوطان مختلفة للجذب والاستعطاف والإحراج،، هل يترك الحبل على الغارب لمثل هؤلاء دون اعتبار أن انتشارهم يسيئ للمجتمع، ويعطي صورة مشوهة تؤثر على مقومات وعوامل الحداثة، لسنا ضد العطاء والصدقات وقد أمرنا ديننا بذلك لكن للذين لا يسألون الناس إلحافا، ومن يحتاج المساعدة، ولسنا ضد مد يد العون عند الحاجة من منبع إيماني، لكننا ضد ونستنكر هذا التزايد والانتشار الذي لا حدود له، مما يؤكد وجود الكثير في المجتمع بدون مورد وعائد مادي، ما دامت هناك بطالة لكثير من العناصر البشرية طبيعي يولّد ذلك انتشارًا سريعًا لفئات المتسولين في ظل الارتفاع غير الطبيعي للأسعار الذي تشهده الدولة دون حلول من الجهات المعنية، وفي ظل البوابات المفتوحة المشرعة باختلاف مصادرها للدخول منها، وفي وجود عمالة سائبة تسترزق من الآخرين لدفع قيمة الكفالة للكفيل، هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع تحتاج مكافحة جدّية مجتمعية، لإبعاد ضررها مستقبلا أخلاقيا وسلوكيا وأمنيا. …. الظاهرة الثانية اللافتة للانتباه في السنوات الأخيرة وجود فئات معينة من دول محددة تقبع في الشوارع الرئيسية والمناطق السكنية ومنطقة الأسواق بالعشرات على الأرصفة والدوارات تتخذها مقرا لها للجلوس وانتظار الرزق من خلال العمل في المزارع وطرق بوابات البيوت لتلقيح النخيل في موسمه يتحملون حرارة الشمس، وينتشرون بصورة غير طبيعية مع موسم تلقيح النخيل، لم نرَ وجودهم سابقا، ما الذي يدفعهم الآن، ومن الذي سمح لهم؟، هل هناك جهات فردية أو مجتمعية مستفيدة من عملهم، بكفالة ومقابل؟، حتمًا هو رزق وعمل لا شك منه، كما أنه استغلال الموسم للاسترزاق، لكن تجمعهم مع وضع الأدوات الخاصة بالتلقيح بهذه الصورة في الشوارع لافت للانتباه، ثم إنه تشويه للمنظر العام، أليست هناك جهات مسؤولة في البلدية عن تقنين تلك الظاهرة وتوفير البدائل، وهل فعلا لديهم الخبرة والتخصص في التعامل مع جودة تلقيح النخيل، أم أنه مجرد موسم يستفاد منه دون ما يثبت مدى إتقانه وخبرته، أم هناك من يعمل على تفعيل تلك الظاهرة والاستفادة منها مادياً؟