22 سبتمبر 2025

تسجيل

الأونروا وكورونا.. قرارات غير مناسبة

16 أبريل 2020

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بقطع الموارد عن منظمة الصحة العالمية استنكار ودهشة العالم حتى من داخل الولايات المتحدة الأمريكية. القرار الذي وصفته رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بالخطير وغير القانوني يقلص موارد المنظمة بنحو نصف مليار دولار سنويا في ذروة اجتياح فيروس كورونا لمعظم الكرة الأرضية ما يجعله تهديدا للبشرية جمعاء وليس لمنظمة الصحة العالمية. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن رفض العالم كله لهذا التصرف من جانب رئيس الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا ليس الوقت المناسب لقطع الموارد عن المنظمة التي لا تعنى فقط بفيروس كورونا، كما عبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه للقرار. لقد سبق وقطع الرئيس ترامب التمويل الامريكي لواحدة من منظمات الأمم المتحدة المهمة وهي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، لإجبار الفلسطينيين على القبول بما وصفه بصفقة القرن، فعجزت الوكالة الأممية عن القيام بكامل دورها في الأراضي الفلسطينية ولم يقبل الفلسطينيون بصفقة القرن وأثار القرار غضبا واستنكارا عربيا وعالميا. نخشى أن تتسع دائرة تغريد الولايات المتحدة الأمريكية خارج السرب بهذه التصرفات المفاجئة، خاصة والعالم كله يتحد لمواجهة مخاطر وباء يزداد انتشاره وحار في أمره العلماء وحشدت له منظمة الصحة العالمية الامكانيات لمواجهته والقضاء عليه. منظمة الصحة العالمية وطواقمها تقف في خطوط المواجهة، وتدعم الدول الأعضاء ومجتمعاتها، خاصة الأكثر ضعفا بينها، من خلال تقديم المعدات والخدمات التي تحفظ أرواح من هم في الخطوط الأولى لمواجهة الوباء. قطع الولايات المتحدة تمويلها يؤثر في عمل المنظمة ودورها في مكافحة العديد من الأوبئة الفتاكة لجعل العالم أكثر سلامة وصحة. إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة للتكاتف لمعالجة أوجه القصور في التصدي للوباء خاصة في الدول الاكثر فقرا، وليس لإعاقة الجهود بقطع التمويل عن منظمة في الصف الأول للمواجهة، فضلا عن كون المنظمة لا تتصدى فقط لفيروس كورونا لكنها معنية بمكافحة شلل الأطفال والحصبة والملاريا والايبولا والسل وسوء التغذية والجفاف والسرطان وبكافة ما يهم سلامة وصحة العالم.