21 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت نتائج قمة الظهران أمس لتكرس حالة العجز الذي تعيشه الأسرة العربية على مدى أكثر من سبعين عاماً منذ نشأة الجامعة العربية، فضلاً عن ما يمثله نقلها من الرياض بسبب صواريخ الحوثيين من إهانة جديدة لكل العرب. ولذلك لم يكن مستغرباً أن يجيء بيانها الختامي اجتراراً لنفس المواقف العربية الهلامية الضعيفة، حيال القضايا الجوهرية التي تعيشها الأمة بدءاً من قضية فلسطين حتى سوريا واليمن وليبيا، مروراً بملفات التعاون ومشروع السوق العربية المشتركة المتعثرة منذ عقود بسبب استمرار خلافات العرب، فضلاً عن انعدام الرؤية الناجزة. والغريب أن القمة شغلت نفسها بملفات مستهلكة ومعادة وثبت فشلها فيها لسنوات، بينما تعمدت استبعاد واحد من أهم الملفات، وهو الأزمة الخليجية وما ترتب عليها من حصار قطر، وذلك في خرق واضح لميثاق الجامعة الذي يدعو لإعطاء الملفات الخلافية أولوية لحلها قبل استفحالها وفض المنازعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية مثل الوساطة والتحكيم. لقد أثارت تلك الخطوة المتعمدة من قبل مؤسسة القمة دهشة واستياء المراقبين، فلا يعقل أن يتم تجاهل ملف أزمة الخليج وتداعياته المؤسفة على كامل الأسرة الخليجية، وتهديداتها لمستقبل منظومة مجلس التعاون، في الوقت الذي يتشدق فيه المجتمعون في الظهران أمام الكاميرات بمسؤولياتهم وحرصهم على لمِّ الشمل وتحقيق الوحدة وحماية الأمن القومي ويدعون للتقارب..! لا شك أن ثمة تباينات ملحوظة في الرؤى شهدتها مناقشات القمة وكلمات وفودها حول القضايا الأساسية التي طرحت أمامها، وعبّر عنها الزعماء في مؤتمرهم الذي غاب عنه 6 زعماء، حيث أولى بعضهم اهتماماً واضحاً بقضايا محددة، مع وجود تقاطعات بشأن غالبية القضايا، وفي مقدمتها قضية القدس. الأمر الذي سيسهم بكل تأكيد في تكريس الخلافات العربية، بدلاً من التصدي لها وتجاوزها، وهذا ليس بجديد على قمة غلب عليها الكلام أكثر من الفعل، مما جعل أعداء العرب يسخرون منا ويعتبروننا مجرد ظاهرة صوتية لا ترقى للفعل.