قطر وروسيا

المحادثات التي جرت أمس في موسكو بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ونظيره الروسي سيرجي لافروف، تشكل خطوة أخرى مهمة سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو القضايا والملفات الساخنة في المنطقة. بحسب النتائج التي تمخضت عن الاجتماع، على الصعيد الثنائي، والذي تشهد فيه العلاقات تطورا ملحوظا، خاصة بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية روسيا الاتحادية العام الماضي، جاء الاتفاق بين الجانبين على بذل المزيد من الخطوات لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الدورة القادمة للجنة الحكومية المشتركة المقرر انعقادها بالدوحة نهاية الشهر الجاري، بجانب الخطط لزيادة التعاون الاستثماري بمشاركة جهاز قطر للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، فضلا عن اتفاق كلا البلدين على التعاون بشأن استضافة روسيا وقطر لبطولتي كأس العالم لكرة القدم 2018 و2022. وفيما يتعلق بالنزاعات في المنطقة، فإن البلدين متفقان على ضرورة الحلول السلمية للنزاعات في سوريا واليمن وليبيا وفلسطين. وكان واضحا أن البلدين يتجهان من خلال الحوار المستمر والمنتظم للتوافق على نقاط أساسية بالنسبة للملف السوري، من حيث التأكيد على وحدة سوريا وضرورة وضع حد لمأساة الشعب السوري. وبالطبع فإن الاختلافات حول كيفية التوصل لوضع حد لمأساة الشعب السوري لا تزال موجودة، غير أن التعويل كبير على أن الاستمرار في الحوار البناء بين البلدين، كفيل بتجاوز الاختلافات وصولا الى ما يحقق أمن واستقرار الشعب السوري وتطلعاته وفقا للمرجعيات الدولية، خصوصا بيان جنيف "1" وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.