إرث مستدام

يظل الأثر الكبير الذي أحدثته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مستمرا، بفضل التجربة المبهرة وغير المسبوقة التي وفرتها قطر في البطولة وحملت في طيّاتها كل ميزات الثقافة والضيافة العربية الأصيلة، وأظهرت فيها قطر هويتها المميزة للعالم، ومنحت المشجعين، في الوقت نفسه، أجواء استثنائية ستظل محفورة في ذاكرتهم، أسهمت كذلك في تقديم صورة رائعة عن المنطقة، ونجحت في تغيير الصورة النمطية عن العرب والمُسلمين من خلال تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير.. وبفضل مشروعات المونديال كان الإرث الأبرز والمستدام، هو النهضةً الحضارية الكبيرة والشاملة شهدتها دولة قطر خلال سنوات معدودات في مُختلف المجالات، مع المُحافظة على الإرث الثقافي، فقد تم تشييد بنية تحتية مستدامة، وتفعيل دور الرياضة في دعم العملية التعليمية، ومبادرات كرة القدم من أجل التنمية، ودعم الابتكار في المنطقة، والالتزام بتحسين مستوى رعاية العمال، وغيرها من المجالات والمبادرات. لقد جاء اجتماع اللجنة التسييرية الأول لمجلس إدارة اللجنة العليا للمشاريع والإرث لعام 2023، الذي عقد في الديوان الأميري برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لاستعراض تقرير ختام البطولة، وتقديم عرض عن مجمل المنجزات التي تحققت من استضافتها، والاطلاع على ما أنجز من خطط الاستفادة من إرث البطولة في عدد من قطاعات الدولة، الأمر الذي يؤكد الأهمية التي توليها الدولة للأثر الذي تحقق والخبرات التي اضافتها قطر لرصيدها وكيفية الاستفادة منها والبناء عليها خصوصا وان قطر تستعد لاستضافة المزيد البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى خلال السنوات المقبلة, إن تثمين سمو الأمير المفدى، للجهود التي بذلتها كافة جهات الدولة، والتي أسهمت في إنجاح استضافة البطولة، والإشادة من سموه بالتفاعل الإيجابي من قبل أفراد المجتمع، من مواطنين ومقيمين، الذي أسهم في إثراء أجواء البطولة، هو وسام تفخر به مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.