21 سبتمبر 2025

تسجيل

العداء للإسلام ينذر بخطر

16 مارس 2019

جاءت المجزرة التي شهدتها نيوزيلندا والتي راح ضحيتها 49 مسلما على الأقل أمس اثناء صلاة الجمعة، لتعكس التصاعد في موجات العداء للاسلام والمسلمين الذي تغذيه دوائر نافذة في العديد من دول العالم ووصل إلى حد القتل الجماعي بدم بارد. ولا يمكن وصف الهجوم الذي ادانته دولة قطر ودول العالم إلا بالعمل الإرهابي الذي تم التخطيط له وتنفيذه ضد مسلمين وداخل دار عبادة تم الترخيص لها ويرتادها المسلمون بشكل شرعي. الحادث الذي تدينه الإنسانية جمعاء يدعو الى اخذ قضية التسامح الديني ونبذ الكراهية على مأخذ الجد بعد ان ردد الارهابي القاتل عبارات عنصرية ضد المسلمين، مستفيدا من تصريحات كراهية أدلى بها قادة اثناء حملاتهم الانتخابية دون أن يلقوا بالا لأثر كلماتهم في تعزيز ثقافة الكراهية والاسلاموفوبيا. إن إدانة الجريمة والصلاة من أجل ضحاياها والوقوف إجلالا لدمائهم التي اريقت بلا ذنب لا يعني الاكتفاء بتلك الخطوات المحمودة بل تتطلب خطوات جادة على المستوى الدولي؛ فالجريمة تستدعي مواجهة صريحة مع دوائر غربية تنتشر في بعض دول العالم تشجع جمعيات الكراهية للاسلام وتنبذ المسلمين وتتبرع لها وتدعمها، حيث لا يخلو مجتمع في انحاء العالم من مسلمين لهم الحق في اقامة شعائر دينهم طالما لا يتعارض ذلك مع حريات الآخرين. على أن ما يدعو الى التحرك العاجل اضفاء بعض الدول الطابع المؤسسي على الإسلاموفوبيا وكراهية الاسلام، حتى أصبح الخوف من الإسلام سلوكا رسميا باعتبار هذا التوجه جزءا لا يتجزأ من السياسة الحكومية بسبب استيلاء شخصيات وأحزاب سياسية يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام على الحكومات. وهو الأمر الذي يجب ان يحظى بتحرك دولي يتداعى له عقلاء العالم.