14 أكتوبر 2025

تسجيل

معجب الهاجري

16 مارس 2014

أصبح حديث المجالس ليس في قطر فقط! بل في الخليج الذي نعتز به، بعيدا عن السياسة والإعلام، بعيدا عن سحب سفراء الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) من دولة قطر، بعيدا عن كل ما حدث أو من الممكن أن يحدث، يظل الشعب الخليجي واحد. ما قام به المواطن القطري (معجب الخيارين الهاجري) من موقف بطولي، في محاولة القبض على الهارب من رجال الأمن في السعودية، والذين لم يألوا جهدا في محاولة إيقافه، ولكن الظروف لم تسمح لهم مما استدعى أن يستأذنهم للمساعدة وكان له ما طلبه، وهو رجل من الحرس الأميري القطري، والذي يدل على حجم التدريب والثقة التي مُنِحوها فيما أُوكل لهم من المحافظة على أرض الوطن والذود عنه وعن الأشقاء والأصدقاء أيضا، فكان موقفه حديثا عما فعله دون أن يتحدث بكلمة واحدة، وقد صرّح بذلك عندما تسابقت وسائل الإعلام بالتواصل معه، بأنه لم يكن يعرف بأن هناك من يقوم بالتصوير، وأنه قام بما يراه واجبا تجاه دولة شقيقة نُكن لها كل الحب والتقدير شعبا وقيادة، وكان لاتصال صحيفة عكاظ به أبلغ الأثر في نفوس الخليجيين دون استثناء، عندما سألته هل تعلم بسحب السفراء الدول الثلاث ومنها السعودية، قال نعم أعلم وسمعت بالخبر، وهذا لن يكون عائقا وفاصلا بين الأشقاء مهما كان الاختلاف، صحيح أن الخبر محزن؛ ولكن ثقتنا كبيرة في قادتنا وأن تكون سحابة صيف عابرة، ولن تؤثر على ما يجمعنا بالأشقاء في الخليج والتي يربطنا بهم صلة قرابة وامتداد طبيعي وعمق إستراتيجي لنا في دولة قطر، فنحن كشعوب ليس لنا علاقة بما يدور خلف كواليس السياسة، ونتمنى ألا تؤثر علينا وعلى لحمتنا الخليجية مهما بلغ الاختلاف. هذا هو شعور كل قطري تجاه دول الخليج، خاصة السعودية، وهذا دليل واضح على أننا أصحاب مبادئ لا نحيد عنها مهما كلّف الأمر، ومهما بلغ الاختلاف بين الأشقاء فدولة قطر كانت وما زالت وستظل كعبة للمضيوم إن شاء الله. أخيرا وليس آخرا الحِكمة لا تظهر إلا في الشدائد، فكانت الحكمة القطرية في بيانها الذي ظهر عن مجلس الوزراء الموقر، والشجاعة لا تكون إلا في الأحداث والأحداث دائما تتحدث عن نفسها إذا ما تم استحضارها من ذاكرة التاريخ المشرِّف.