19 سبتمبر 2025
تسجيلعندما نتحدثُ عن الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ فإننا نشيرُ بوضوحٍ إلى أنها ليستْ مُصطلحاً ذا رنينٍ يتمُّ استخدامُـهُ إعلامياً، وإنما هي الوسيلةُ الرئيسةُ لإنجاحِ مشاريعِ التنميةِ، وضمانِ استمرارِ الدولة في السيرِ قُـدُماً نحو الـمَـدَنيةِ والعلمِ والتَّـحَضُّرِ وممارسةِ الدورِ والتأثيرِ الإيجابِـيَّيْـنِ في محيطَـيْها العربيِّ والدَّوليِّ . ويمكن تعريفُها، بتبسيطٍ شديدٍ، بأنها الشعورُ الوطنيُّ ومشاعرُ الانتماءِ الَّلذانِ يضبطانِ الـمواطنَ ذاتياً، ويقودانه نحو تَغليبِ الـمصالحَ العُليا للوطنِ على ما عداها، حيث تكونُ ممارستَـهُ للشؤونِ العامةِ والخاصةِ مَحكومةً بما قد يُحَـقِّـقُهُ لبلادهِ ومجتمعِـهِ من خَـير، في إطارٍ منَ الالتزامِ بالأخلاقِ الرفيعةِ والتعامُلِ الإنسانيِّ مع الآخرين . وانطلاقاً من حقيقةِ أنَّ مجتمعَنا شابٌّ، فإنَّ ترسيخَ روحِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ واجبٌ لابد أنْ نبدأ به في الجِـسْمَـينِ الرياضيِّ والتربويِّ في الدولةِ، وهو الأمرُ الذي أدركَـهُ نادي السدِّ فكان صاحبُ الـمبادرةِ في ممارسةِ الأنديةِ لدورٍ مجتمعيٍّ يتخطَّى جدرانها، ويمتدُّ ليشملَ الإنسانَ في أرجاءِ بلادِنا، عندما أعلنَ عن خطتِـهِ الخاصةِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعية، منذ شهور . وكنا، كإعلاميين، نخشى أنْ يكونَ ذلك نوعاً منَ الاحتفالاتِ الإعلاميةِ، لا يلبث أنْ يتناساه الجميعُ، إلا أنَّ الـمسؤولين عن الخطةِ بالنادي أثلجوا صدورَنا عندما خرجوا بها إلى التنفيذِ على مستوى الـمجتمعِ من خلال تعاملِـهِـم الـمباشرِ مع الجسمِ التربويِّ، وتوقيعِـهم اتفاقاتٍ مع بعضِ الـمدارسِ بشأنها .وانتظرنا طويلاً أنْ نلمسَ للتجربةِ تطبيقاتٍ عمليةً أخرى، فجاءَ توقيعُ الشراكةِ بين اتحاد القدمِ ومؤسسة أيادي الخير نحو آسيا، (روتا)، لاستثمارِ اللعبةِ الجماهيريةِ الأولى في إعدادِ الشبابِ وتأهيلِـهم، إعلاناً عن مرحلةٍ جديدةٍ تستهدفُ تنميةَ الـمجتمعِ الـمتنوِّعِ في قطر، كما قال رئيسُ الاتحادِ، مُبَـيِّـناً البُعدَ الـمُجتمعيَّ الذي يسعى الاتحادُ للَـعْـبِـهِ في الـمستقبل .و رغم هذه الجهودِ الـمُبارَكَـةِ، فإنَّ تأصيلَ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ لن يُكتبَ له النجاحُ إلا إذا كانت ِ الجهودُ في إطارِ خطةِ عملٍ على الـمستوى الوطنيِّ مُقَـسَّمَـةٍ إلى مراحلَ، يتم في نهايةِ كلِّ مرحلةٍ تقييمُ الأداءِ من خلالِ الأهدافِ التي تحققتْ فيها . وهذا ما يجعلنا نتمنى على وزارةِ الشبابِ والرياضةِ، واللجنةِ الأولمبيةِ القطريةِ، والـمجلسِ الأعلى للتعليمِ، الالتقاءَ وتبادلَ الأفكارِ حولَ خطةِ عَـمَلٍ وطنيةٍ يتمُّ وَضْعُها وتقديمُها إلى سعادةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ بحيث تكونُ، إذا أُقِـرَّتْ، مُصانةً بقرارٍ رسميٍّ، فتُـقَـرَّرُ لها الـموازناتُ وتُضْبَـطُ بلوائحَ وقوانينَ .من جانبٍ آخر، ندعو صحافتَنا وإعلامَنا إلى الاستعانةِ بالـمُختصينَ في علمِ الاجتماعِ لتوضيحَ مفهومِ الـمسؤولية الاجتماعية، لأننا نلاحظُ قصوراً في التغطيةِ الإعلاميةِ، يرافقُه غموضٌ وعدمُ دقةٍ في استخدام الـمُصطلحاتِ ومدلولاتِها .نحن نتحدثُ عن وطنٍ ومجتمعٍ حيٍّ، وعن رؤيةٍ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى ترتكزُ إلى إيمانِ سموِّهِ وثقتِـهِ بأبناءِ شعبِـهِ وقدرتِـهِم على الإبداعِ والوصولِ ببلادِنا إلى مرتبةٍ رفيعةٍ منَ الـمَـدَنيةِ والتَّحَـضُّرِ، وعن إمكاناتٍ وأجهزةٍ رسميةٍ مُسَـخَّـرةٍ لرعايةِ الإنسانِ وتنميةِ قدراتِـهِ وتأهيلِـهِ ليشاركَ في بناءِ الصَّرحِ الوطنيِّ ذي الركائزِ الإسلاميةِ والعربيةِ والإنسانيةِ لقطرَ كوطنٍ للإنسانِ .