30 سبتمبر 2025
تسجيلأصبح من الواجب علينا سحب أبنائنا وبناتنا من دوامة صفحات التواصل الاجتماعي والترنداد ومن زخم السموم التي تبثها الشركات العملاقة التي تنفق المليارات من أجل ربط ابنائنا وبناتنا بالعالم الافتراضي، انهم يتحكمون في مشاعرهم وطريقة تفكيرهم، انهم ينسوهم البيئة المحيطة بهم، إنهم يخطفون منا أولادنا، ان أعمارهم تمر وهم حبيسو الشاشات، واحدث الألعاب والوقت يمر، وما أدراك ما الألعاب الالكترونية التي أدمنها معظم شبابنا اليوم، والشركات التي تديرها تكسب المليارات من وراء الإعلانات وبيع بيانات وأرقام ابنائنا وبناتنا لشركات الدعاية والاعلان ليصلوا الى هدفهم من وراء ذلك وهو تغيير ثقافة أولادنا التي تهوي الى القاع، إياكم أن تفرحوا وتستريحوا لسكون أولادكم وخلوتهم مع هواتفهم وأجهزتهم وشاشاتهم في الغالب يتم استبدالكم كمربين ومؤثرين في حياتهم بغيركم، فوالله ان الضوضاء والازعاج والجري خلفهم لأحب الينا من صمتهم داخل غرفهم، فلنستفيق قبل فوات الأوان. المخاطر الذهنية والثقافية من استخدام الأجهزة الذكية المدخلات التي يتعرض لها ابناؤنا بالساعات يومياً هدامة وكارثية على المدى البعيد، تركيز ابنك الدراسي وتحصيله العلمي سوف ينخفض الى ادنى درجة ويتدنى تدريجياً حتى يصل الى مرحلة البلاهة والغباء، أولادنا لم يكونوا أولادنا مع الوقت، ذاكرة الأطفال سوف تكون افتراضية ليست لها أي صلة بالبيت والعائلة، وَهَمْ المثالية الزائفة ينقص عليهم واقعهم الذي من المفترض ان يعيشوه، والمثل يقول (وما تكرر تقرر) لابد من وقفة كل اب كل أم كل مرب، يجب التنبيه ان هذه الشركات التي دخلت بيوتنا وغرف ابنائنا تختطفهم من بين ايادينا، انهم يسرقونهم بأحدث التقنيات وآخر الصيحات، سينتج جيلاً جديدا مشوهاً، ابنك لن يكون ابنك وابنتك لن تكون ابنتك لا تتركوهم ليكونوا في بيئتهم. المخاطر الصحية من استخدام الأجهزة الذكية. هناك العديد من البحوث والدراسات التي تحذر من المخاطر الصحية المباشرة وغير المباشرة من كثرة استخدام هذه الأجهزة خاصة لدى الأطفال وصغار السن فئة الشباب، ولكن من أكثرها تداولاً، هو خطر تطوير الميول والسلوكيات السلبية، ويجب على الآباء الانتباه إلى أن بعض التطبيقات لا تناسب أعمار بعض أبنائهم، نظرًا لأن تكنولوجيا الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يمكن أن تعرضهم خاصة الأطفال منهم لمحتوى غير لائق، ومشاكل في صورة الجسد والإصابة بصدمة، ما قد يخيف الطفل ويُربكه، لا سيما وأن إرسال الرسائل النصية وإرسال الصور غير اللائقة اصبح أمرًا شائعًا بين المراهقين، كما أن دماغ الأطفال تمتص أكثر من 60% من الإشعاع مقارنة بالبالغين، إذ تسمح لهم القشرة الرقيقة والأنسجة والعظام في الدماغ بامتصاص الإشعاع مرتين مقارنة بالكبار، كما أن نظامهم العصبي المتطور يجعلهم أكثر عرضة لهذه المادة المسرطنة، واستخدام الإنترنت غير المناسب يؤدي إلى تعرض الطفل لمواد غير لائقة بالإضافة الى حدوث اضطرابات في النوم والأرق والتعب، واستخدام هذه الأجهزة بكثرة دون اراحة يميل المستخدم الى أن يكون عنيفاً ومنزعجاً لأي موقف عادي وبسيط، إضافة الى الآثار الأخرى مثل تسبب مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري بسبب الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة، ولعضلات اليدين والذراعين نصيب من هذه التأثيرات السلبية، حيث يمكن للمستخدم أن يصاب بمتلازمة النفق الرسغي، التي تحدث بسبب الضغط الزائد على العصب الوسيط عند قاعدة الرسغ، ويمكن للإفراط في استخدام هذه الأجهزة تقليل نشاط والحركة والتسبب في السمنة. الحل الأمثل لإعادة أولادنا إلى الواقع حاولوا أن تؤجلوا دخول ابنائكم الى صفحات التواصل الاجتماعي قدر استطاعتكم، لا تشتروا لهم أجهزة موبايل وتابلت ذكية الا اذا احتاجوها لدراستهم، جالسوهم صاحبوهم، اخرجوا معهم في الحدائق والمنتزهات وأماكن التسوق التي يحبونها، العبوا معهم في البيوت والحدائق، وشاركوهم العابهم الالكترونية لو اضطر الأمر لتراقبوا نوعية هذه الألعاب قبل ان تغزو أفكارهم، احكوا لهم قصصاً فيها قيم ومفاهيم لتغرسوها في نفوسهم، مارسوا معهم أنشطة رياضية، أنصتوا لهم لتتعرفوا على طريقة تفكيرهم، لن يفوز في هذه المعركة وينتصر بعون الله الا من يقضي وقتا كافيا مع أولاده ويهيئ لهم واقعاً بديلاً.. كسرة أخيرة وفق استطلاع أجرته إحدى شركات التأمين الصحي الألمانية، فإن نصف ما يقرب من 1000 من الآباء والأمهات الذين شملهم الاستطلاع يخشون من إدمان أبنائهم على الهاتف الذكي، كما أن مشاكل قلة التركيز (44 في المائة) وقلة التمارين الرياضية (38 في المائة) يُنظر إليها على أنها عواقب سلبية محتملة على البنات والأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عاما، بحسب مجلة فوكوس الألمانية، وانا متأكدة اذا تم عمل دراسة في دولنا الخليجية خاصة ستكون النسبة أعلى بكثير من هذه النسب المخيفة، لذا لابد ان ندق ناقوس الخطر وننتبه لأبنائنا قبل أن نفقدهم وتتلاطم بهم أمواج التكنولوجيا الضارة وفي النهاية المحصلة ضياع جيل كامل غير منتج وعالة على المجتمع وعلى الدولة، لذا اقترح ان يقوم المجتمع ومؤسساته بدوره تجاه الحد من استفحال هذه الظاهرة الضارة وأن تقوم باطلاق مبادرات من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الشبابية المتخصصة لتوعية أولياء الأمور والشباب من أضرار هذه الآفة على الأسر والمجتمع والدولة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]