23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر واستقرار المنطقة

16 فبراير 2021

يشكل مبدأ تسوية الخلافات عن طريق الحوار، جوهر السياسة الخارجية لدولة قطر، التي تفضل صوت الحكمة ومبادئ التسوية السلمية للمنازعات، وهي في هذا السياق لا تألو جهدا في بذل كل ما في وسعها من أجل خفض التصعيد وتهدئة التوترات سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي، ولها في ذلك سجل حافل بالنجاحات والإنجازات التي ساهمت في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. لقد أكدت قطر أن اتصالاتها سواء مع الجانب الأمريكي أو الجانب الإيراني مستمرة دون أن تتوقف، وهو أمر طبيعي لكون قطر دولة جارة لإيران وأن ما يحدث في المنطقة ينعكس بشكل مباشر عليها، فضلا عن العلاقات الإستراتيجية التي تربط قطر بالولايات المتحدة. وتعكس الرسالة الخطية التي بعثها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بجانب المحادثات التي أجراها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، التي تم خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، ومستجدات المنطقة، والموضوعات المشتركة، حرص قطر على أهمية العلاقات الثنائية والاستقرار في المنطقة. إن الثقة التي تحظى بها قطر من جانب واشنطن من جهة، وطهران من جهة أخرى، وحرصها على خفض التصعيد والتوتر في المنطقة، هي ما يجعلها تؤكد استعدادها للإسهام في إعادة الاستقرار إلى المنطقة إذا طُلب منها ذلك. لقد كان صاحب السمو سباقا وهو يطرح منذ أكثر من خمس سنوات وقبل تفاقم الأزمات في المنطقة، رؤية لوضع إطار فعال للأمن الجماعي في المنطقة والحوار على أساس المصالح المشتركة للخروج من حالة التوتر إلى رحاب السلام والازدهار.