قطر شريك هام في الأمن

تأتي مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الدورة الرابعة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يبدأ اليوم ويستمر لثلاثة أيام في مدينة ميونيخ الألمانية، تعبيرا عن قوة السياسة القطرية ورسوخها في التعامل مع القضايا الأمنية، وجهود مكافحة الإرهاب. وتعتبر الدوحة -بلا ريب- الشريك الرئيسي لكافة المؤتمرات الدولية الداعية للأمن وجهود مكافحة الإرهاب على مختلف الأصعدة، بسبب ما تبذله من جهود إقليمية ودولية لمكافحة هذه الظاهرة، ووقف تناميها في عالمنا المعاصر. ويعد مؤتمر ميونيخ للأمن من أهم وأبرز المؤتمرات الدولية التي تتناول السياسات الأمنية، ولذلك كان هناك حرص عالمي على تواجد قطر في هذا التجمع الأهم لمناقشة القضايا الأمنية، رغم محاولات دول الحصار المستميتة طوال الأيام السابقة لمنع مشاركة الدوحة في المؤتمر، وقد أنفقت مليون يورو لتحقيق هذا الغرض، ولكن جهودهم باءت بالفشل التام. لقد أثبتت الأيام والأحداث صلابة موقف قطر في استئصال ظاهرة الإرهاب، وحرصها على مصلحة وأمن المنطقة، والرغبة في التصدي للتطرف والإرهاب بشكل حازم من إجراءات حقيقية مقترنة بأفعال إقليمية ودولية تنسجم مع القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وإيمانا منها بخطورة الظاهرة على المجتمعات كافة ومستقبل الأجيال المقبلة. إن موقف قطر ثابت وراسخ في تحقيق الأمن الشامل، وذلك من خلال إحداث تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية من جانب، ورفض العنف وإدانة الإرهاب مهما كانت دوافعه وأسبابه من جانب آخر، وهو ما يستدعي تنسيق الجهود والمواقف وتعاون المجتمع الدولي للتصدي للعنف واجتثاث الإرهاب ومعالجة أسبابه من جذورها.