30 أكتوبر 2025

تسجيل

مدير العلاقات العامة ليس أرفع أو أقل من مديري الإدارات الأخرى

16 فبراير 2016

إدارة العلاقات العامة مهمة في كل قطاع كان، سواء كان حكومياً أو خاصاً، لكن للأسف هناك من يجهل أهميتها وماهيتها وآليتها. فالعلاقات العامة أهم ما يميزها أنها الواجهة الممثلة للجهة التي تعمل من خلالها، وأي شخص لا يملك معرفة في أي قطاع من المفترض أن يتوجه للعلاقات العامة للتوجيه والاستفسار، أي ضيف أو زائر لمقر عمل تلك الجهة، فليس له خيار إلا أن يتوجه للعلاقات العامة، فاي صحفي يحدث لديه لبس أو اختلاف مع أي قطاع آخر أو إدارة أخرى في نفس الجهة، عليه أن يتوجه فورا للعلاقات العامة؛ لكن المصيبة الكبرى هي في عدم إدراك الغالبية للدور المنوط بالعلاقات العامة!؟.قد يتساءل البعض وكيف ذلك؟ فأقول له أخي الكريم أختي الكريمة العلاقات العامة مسؤولة عن إظهار الوجه الجميل وحل جميع الاشكاليات بقدر الاستطاعة، بل إنه يستوجب على الإدارة القدرة على التواصل مع الجميع في الداخل أو الخارج، صحيح أن بعض القطاعات لا يمكن التواصل معها إلا من خلال العلاقات العامة مثل القطاعات الأمنية والعسكرية وذات المسؤوليات الكبيرة والخاصة، وهذا الأمر متعارف عليه في جميع دول العالم باختلافاتها، إلا أنني هنا أتحدث عن القطاعات المدنية الحكومية، خاصة التي للجمهور والإعلام تداخل معها بشكل مباشر، والتي لم تؤد الدور المطلوب منها على الوجه الصحيح، فحتى لا نعمم الغالب منها لم يقم بدوره بالشكل المطلوب، فتجد قطاعات حكومية وغير حكومية يضع جميع مديري الإدارات تحت امرة مدير العلاقات العامة أو رئيس الوحدة أو القسم مهما اختلفت الأسماء، وأهم ما نلاحظه نحن الصحفيين محاولة بعض الإدارات ومحاولة مديرها في العلاقات العامة تحجيم زملائهم والتحكم حتى في ظهورهم الإعلامي!! ونتساءل هنا لماذا؟ ولم نعرف حتى الآن سبب ذلك!! ولا أعتقد أن هناك من يملك تبريرا لهذا الأمر إلا ما طرأ عليك عزيزي القارئ، وهو محاولة التحكم في ظهور الآخرين للإعلام، وإبراز من تسعى تلك الجهة أو غيرها لإظهاره وتلميعه بما يفوق مستواه وقدراته، أو لتحجيم من يستحق الظهور وإبرازه إعلاميا، نعم وإلا لماذا يكون المنع إذاُ!؟ من المفترض أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من العمل في دولتنا الحبيبة قطر، فجميع الإمكانيات متوافرة وجميع الشخصيات المسؤولة موجودة، فلماذا لا يتم فسح المجال لكل مدير في أي قطاع بحرية التواصل والاتصال مع الإعلام بشكل مباشر، ومن الطبيعي أن هذا المسؤول أو ذاك في أي إدارة يتحمّل مسؤولية ما يقول ويُفصح عنه، وعليه توضيح رأيه والرد على جميع التساؤلات إن وجدت دون الحصول على إذن من أحد، ألم يتم ترشيح المدير في أي إدارة أو أي رئيس وحدة أو قسم لهذا المنصب أو ذاك وهو أهل للاختيار، إذا من حقه أن يوضح ويتواصل مع الجميع بكل أريحية ومن أهمها الإعلام، حتى يُثبت الوزير أو الرئيس أو المسؤول أن المدير تم اختياره لكفاءاته وليس لأي سبب آخر، وأكبر دليل على ذلك حريّته في التعامل مع وسائل الإعلام وإظهار قدراته إن وجدت.كما أنه من المهم أن يعلم جميع من يتولّى مسؤولية العلاقات العامة أنه ليس فوق زملائه في الإدارات أو الوحدات الأخرى، فجميعهم مديرون بما هو متعارف عليه، ولا هو أقل منهم أيضا، ولا يُسمح للآخرين بالتحكم في إدارة العلاقات العامة وظهوره في الإعلام أو التعامل مع من هم خارج قطاع الوزارة أو الهيئة، وبالتالي فمن حق جميع المديرين والمسؤولين اختيار تعاملهم واحتكاكهم بما يرون بانه يخدم القطاع الذي يعملون فيه ومن خلال الرؤية التي يرونها مناسبة في عملهم، بل إن وجدت بعض الإدارات اشكالية في التواصل والتوضيح في أي أمر طارئ أو عادي، فعليها الاستعانة بأصحاب الشأن في ذلك والمعني هنا إدارة العلاقات العامة التي من المفترض أنها تستطيع التعامل مع الجميع وايصال الرسالة بأسهل الطرق وأفضلها.العلاقات العامة فن ومهارة في التعامل، وعلى الجميع فهم ذلك، فنحن نعيش في القرن الحادي والعشرين وهناك من يعتقد بانه ما زال يعيش في نمط حياة القرن الماضي، لذا يجب التأكيد على أن كل مدير إدارة تم ترشيحه للمنصب وهو كفء للمنصب، عليه أن يؤدي دوره على أكمل وجه وأن يوضح رؤيته للجميع وأن يرد على جميع التساؤلات وإبراز الوجه الحقيقي لإدارته، وأن يشارك ويطرح الأفكار بما يتوافق مع الرؤية العامة للقطاع الذي يعمل فيه، فكلما قلّ فيها التساؤل عن دور العلاقات العامة كان هذا الأمر مؤشرا على نجاح الوزارة أو المؤسسة بشكل عام، لأن الجميع يقوم بدوره بالشكل الصحيح، وعليها متابعة عمل الإدارات إعلاميا وخارج الجهة التي تعمل من خلالها، وأن تكون قد وضعت خطة لسير العمل على مدار عام أو أكثر ضمن رؤية شاملة حتى تستطيع تقييم كل إدارة على حدة، وهل قامت بالدور المنوط بها أم لا؟ هنا وبهذه الطريقة يكمن دور العلاقات العامة وأداء مهامها بالشكل الصحيح، وللأمانة أن هناك مديري إدارات للعلاقات العامة في الدولة، الكل يُجمع على نجاحهم وتفوقهم وتميزهم وقدرتهم الكبيرة على تخطي الكثير من المعوقات في عمل إدارة العلاقات العامة، ولا يتسع المجال لذكر بعض الأسماء وهم كثر.