15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ سنوات والحرب قائمة على الإسلام، منذ سنوات والتركيز على الإسلاميين وضربهم من كل جانب، جعلوا من الإسلام والإسلاميين عدواً لهم. ناصبوهم العداء والكره والحقد، صوروهم أنهم شياطين يريدون الخراب والدمار لمجتمعاتهم، وجعلوا منهم إرهابيين. خلقوا لذلك القصص والمؤامرات، صنعوا جماعات إرهابية ظاهرها إسلامية وحقيقتها صنيعة تخدم أغراضهم، لكن الحقيقة هي أن الإسلام والمسلمين كما قال الله تعالى لنبيه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، هكذا تعلمنا وتربينا على كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، أن دعوتنا وإسلامنا رحمة، لكن الحقيقة التي يجهلها الكثير ويتجاهلها البعض هي أن الإسلاميين عندما بدأوا في دعوتهم أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، عملوا ما هو واجب عليهم عمله تجاه مجتمعاتهم، حيث كانت هذه المجتمعات الغالب منها ينتشر فيها المد الشيوعي وكذلك الأفكار الإلحادية والانحلالية، ولما بدأت دعوة الإسلاميين حاربوا هذه الأفكار وحجموها وقزموها وقضوا على الكثير من المظاهر السلبية الأخلاقية من لباس غير محتشم وكذلك من منع الخمور وتداولها – الكويت كحاله، حيث منع تداولها على الخطوط الجوية الكويتية. إن الإسلاميين الحقيقيين هم أولئك الذين نشروا الفكر الوسطي المعتدل الذي من خلاله حاربوا جميع أصحاب الأفكار الهدامة بالحجة والمنطق، الذين ليست لهم بضاعة غير المجتمع والمصالح الضيقة، لكن الإسلاميين الحقيقيين قدموا الآتي: - دعوا إلى الله بالرفق واللين، ونشروا الفضيلة في المجتمع.- أنشأوا مراكز لتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية.-أوجدوا العديد من المدارس والمعاهد العلمية التي تهتم بالتعليم والتربية.-أنشأوا العديد من المراكز الصحية التي تستقبل العديد من الحاجات وتساعدهم في توفير خدمة طبية مناسبة لظروفهم. - أوجدوا لجان التكافل، وعاشوا هموم الأمة وخالطوهم.- أنشأوا صناديق الزكاة والصدقات والتبرعات، حيث أوجدوا مفهوم البذل والعطاء وأن الأمة كالبنيان المرصوص.- أنشأوا بنوكا ومصارف إسلامية كبديل شرعي للبنوك الربوية، ونجحت هذه التجربة نجاحا باهرا، حتى أن البنوك الربوية التقليدية بدأت تشتري بنوكا ومحافظ إسلامية.- أوجدوا بديلا إعلاميا محافظا لكي يواجهوا هذه الإمبراطورية الإعلامية الضخمة التي تغزو البيوت، في محاولة منهم للحد من مظاهر الانحلال الخلقي الذي ينشره الإعلام المضاد. - شاركوا في الاتحادات والنقابات والجمعيات التي سيطر عليها الفكر الليبرالي لفترات من الزمن ونجحوا وغيروا شيئاً من الواقع المرير وقتها رغم محاربة بعض الحكومات لهم.- شاركوا في البرلمانات ونجحوا بأغلبية واضحة في أكثر من مكان يتاح فيه للناس حرية الاختيار مما يدل على مصداقيتهم، وأخذوا بالتشريع الذي يصب في مصلحة الدين والشعب، كل ذلك أيضاً مع وجود تضييق من قبل الحكومات وحلفائها من أصحاب المصالح والفكر العلماني ومن تشويه متعمد من قبل إعلامهم بكافة صوره ووسائله.إن ما ذكرته سابقاً هو بعض ما استحضرته ذاكرتي من أعمال للإسلاميين الحقيقيين لا ما يريد أن يصدره أعداؤهم، وما قدموه لمجتمعاتهم لم يأتِ نتيجة قتل وتشريد ولا بفرض أسلوبهم بالقوة على خصومهم ولكنهم بالإقناع مارسوا حقهم المتاح لهم وفق الأساليب السلمية والقنوات الرسمية. لكن مع ذلك هناك من سعى لشيطنتهم وإلصاق التهم بهم، فهم فعلوا ذلك لتحجيم هذا المد الإسلامي القادم والذي وصل إلى ما وصل إليه من خلال قناعة الشعوب وليس بسوط الجلاد، فأوجدوا هذا المشهد حتى يقضوا عليهم ويشوهوا صورتهم.لكن ماذا كانت نتيجة محاربة هذا الفكر الوسطي المعتدل الذي يتخذ من العمل والدعوة بالحكمة والرفق بالناس.إن المتابع المنصف للواقع يرى النتيجة في أجلى صورها من ظهور طرفين، كلاهما مذموم وخطر على العباد والبلاد، فريق (العلمانيين) يرفض أي دور للدين في توجيه حياة الناس ويحارب ذلك بكل ما يملك، وفريق آخر جاء كرد فعل طبيعي للطرف الأول، فتشددوا وغالوا وحاولوا فرض فكرهم بالعنف والمواجهة المسلحة، وكلنا يرى آثار هؤلاء وأولئك!فهل من عاقل يعتبر بما وصلت إليه الأمور فيعود للرشد، ويسعى لمحاولة نشر وتعزيز الفكر الوسطي ومساعدة من يدعو له والسماح لهم بذلك؟!قال تعالى: "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون".