15 سبتمبر 2025
تسجيلبعد مرور أكثر من 100 يوم على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما وقع خلالها من مذابح ومجازر مروعة راح ضحيتها ما يقارب 100 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفرض النزوح قسرا على ما يقرب من مليوني نسمة دون أي ملجأ آمن ودون الحد الأدنى من مقومات الحياة والاحتياجات الإنسانية الأساسية، لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن وقف حملات الابادة والتطهير العرقي، وهو عجز يأتي استمرارا لفشله وتقاعسه لعقود في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير. ورغم العدوان المستمر ومحرقة الإبادة والعقوبات الجماعية وما تمخض عن الحرب وتداعياتها، كأكبر كارثة إنسانية في التاريخ، يواصل الشعب الفلسطيني صموده الأسطوري في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية، دون أن يركع أو ينكسر أمام الكيان الاسرائيلي المجرم، وهو يقدم للعالم دروسا لا تنسى في الصبر والشموخ ومعاني التضحية والفداء، والانتماء للوطن الفلسطيني، غير آبه بالأعداد المهولة من الشهداء والجرحى والنازحين، أو تداعيات الحصار ومنع دخول المساعدات. اليوم ومع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المنكوب في قطاع غزة في ظل العدوان والحصار والعقاب الجماعي من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق، بدأت تبرز المزيد من المخاطر على المنطقة والعالم بتزايد احتمالات اتساع رقعة الصراع الى لبنان واليمن واشتعال التوتر في البحر الاحمر على خلفية الحرب في غزة. إن السؤال الذي سيظل يحاصر الجميع، هو متى يستيقظ ضمير العالم؟ ومتى تتحرك شعوب ودول العالم الحر للتصدي لوقف هذا العدوان الذين يوفرون الغطاء لجرائم الكيان الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. لقد حان وقت الافعال الحقيقية، إذ لم تعد الدعوات لوقف إنساني فوري لإطلاق النار، وحدها تكفي، فقد أصبح الحال وصمة عار ورمزا لفشل الانسانية جمعاء.