11 سبتمبر 2025
تسجيلتعتبر الدنيا مسرحا كبيرا وفيها ممثلون كُثر يمثلون على خشبة مسرح الحياة قصصا شتى وتشمل نواحي كثيرة في الحياة القليل منها صادق والكثير منها للأسف كاذب، وقد وجد الكثيرون ضالتهم فيها فأصبحوا يقتاتون عليها وخاصة من برع في إتقان دوره في التمثيل لكي يكون بعيداً عن الشك فيه وأقرب للواقع لكي يكون قابلا للتصديق، فقد ترى من يمثل عليك دور العاشق الولهان ويجعل منك فارس الأحلام الذي يغزو القلوب ويحتلها بجاذبيته أو بكلامه المعسول وأشواقه التي لا تبرد أو يعطبها بصده وبهجرانه ولكن عندما تكتشف بأن مشاعره مزورة وتكتشفه لربما صدفة بعد أن تعلقت نفسك وضاعت أحلى سنين عمرك معه، أو قد ترى من يمثل بأنه الحريص على المصلحة العامة للجهة التي يرأسها أو يمثلها خاصة إذا زاره مسؤول كبير لا تجد أبرع منه في تزوير الواقع ولكن في حقيقة الأمر لا تعني له المصلحة العامة أى شيء يذكر سوى مصالحه الشخصية، أو يأتي من يمثل بأن شعاره الصدق والأمانة وان يديه نظيفتان وتكتشف بأنه يسرق الكحل من العين وقد يظل سنين طويلة على هذا الحال وقد يُكتشف عن طريق المصادفة، أو يأتيك من يقول فيك كلاماً أنت تعلم حقيقة نفسك ليس فيه شيء فيك فهو كذب ونفاق لغرض في نفس قائله، فهذا الأمر قد ضيّع الكثيرين ممن يصدقونه وبسبب ذلك تمادوا في الأخطاء وهم يظنون بأنهم يحسنون صنعاً. وقد تجد أُناسا كثيرين في العالم الثالث في أماكن لربما يمثلون شرائح مجتمعية وهم وجدوا من أجل الدفاع عن مصالحهم ولكن في حقيقة الأمر هم يمثلون على الناس بأنهم أحرص الحريصين على مصالحهم لكن أكثر الطبخات تأتيهم جاهزة وما عليهم سوى تذوقها ووضع بصمتهم عليها وختم الجودة وهم لم يصنعوا شيئا منها، ولربما تكون الحكومات بدونهم أفضل خدمة للشعوب وقد يكونون عالة على الدول وهم مصاريف بلا جدوى، وهناك من يمثل التقى والورع وطبعاً يرفق ذلك بأشياء نسميها عدة الشغل وهي معروفة بتغير بعض الأشياء التي تجعل منه زاهدا في الحياة يوهم الناس بها وهو يمثل واتخذ ذلك سبيلاً لتحقيق الأهداف والتجارب كثيرة من حولنا. وهناك من يمثل بأنه يحضر كثيرا من الفعاليات وقد يأتي بدعوة أو بدون وهو مهتم بالشأن العام وفي الغالب يريد التقرب من المسؤولين لعله يعود من جديد لنيل منصب آخر مع أنه عندما كان مسؤولا لم ينفع أي أحد وقد لا يذكره أحد بخير، أو أنه يتسول من أجل منصب لأحد الأبناء فكما يقول يظل ابن الوز عوام، وبعضهم اعتاد التمثيل على أصحاب المناصب في ليلة وضحاها يصبح صديقا وهو لم يعرفك قبل ولربما لا يرد عليك التحية لو صادفته في مكان ما وعندما يولي المنصب عنك مدبرا لن تراه بعد اليوم. وآخر الكلام أسدل المسرح ستارته في مخيلتي ولكن لم تحن نهاية القصة إلى مسرحية أخرى قد تكون مكملة للقصة. وإذا مجال النشر مسموح ولم يصب بضيق نفس أو يتم تجاهله كمن سبقه فلم يعد مزمار حيي يطرب كسابق عهده وينظر له بأنه نشاز فهذا حال الدنيا.