قطر ولبنان

منذ يوليو من العام الماضي تواصل دولة قطر إرسال شحنات شهرية من المساعدات الغذائية إلى الجيش بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، وكان آخرها وصول طائرة من القوات الجوية الأميرية التابعة للقوات المسلحة القطرية محملة بـ70 طنا من المواد الغذائية، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أمس، وذلك في إطار مساعي دولة قطر والتزامها الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق. وتأتي هذه المساعدات كجزء من الدعم القطري المستمر لتعزيز صمود الشعب اللبناني الشقيق في وجه الأزمات وتجاوز المحن، حيث سبق أن أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال مؤتمر باريس للمانحين تخصيص 50 مليون دولار لمساندة لبنان، كما كانت الدوحة أول المسارعين للوقوف الى جانب لبنان خلال كارثة مرفأ بيروت بإقامة جسر جوي، تضمن 13 طائرة محملة بمئات الأطنان من المساعدات، وأوفدت فريقاً من مجموعة البحث والإنقاذ، وأنشأت مستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل، فضلا عن مشاركتها في تمويل تشييد وإعادة ترميم عشرات المنشآت التعليمية بالتعاون مع اليونيسكو وتمويل مئات المنح الجامعية ودعم اللبنانيين بشحنات كبيرة من اللقاح للمساعدة في جهود التصدي لجائحة كورونا. لقد ظلت قطر تتميز بسجل حافل من الدعم المعنوي والمادي والسياسي للبنان على امتداد العقود الأخيرة للشعب اللبناني، وهو دعم يتجلى خصوصا في أوقات الشدة، وذلك انطلاقا من عمق العلاقات التاريخية المميزة بين البلدين. ولعل أكثر ما يميز العلاقات بين قطر ولبنان، أنها علاقات تقوم على المحبة الخالصة لخير لبنان واستقراره، وتمتد لتشمل كل اللبنانيين، دن تمييز او حسابات، وهي تقوم على حرص الدوحة على أن يعود لبنان بلدا للاستقرار والازدهار والسلام.