28 أكتوبر 2025

تسجيل

رأي

16 يناير 2017

يقول الممثل الأمريكي المعروف ويل سميث، في حوار معه: إن السينما بما فيها من قصص جيدة، وتفاعل جماهيري عريض، يمكنها أن تغير الناس وأفكارهم إلى الأفضل، ويقول بعض المبدعين الذين ما زالوا يؤمنون بدور الكاتب والكتابة، في التنوير: إن الكتابة تغير الأمزجة للأفضل، وكذا يقول المسرحيون، ويقول كل من مشى في درب فني، أو إبداعي، إن دربه يمكن أن يساهم في تغيير العالم.حقيقة لا يمكن إغفال دور الفن في إحداث التغيير الذي يقصده سميث وغيره من مبدعي السينما، ولأن السينما هي في النهاية، حقل مرئي، ويشد الناس أكثر من أي حقل فني آخر، فمن الممكن جدا أن تغرس فيه القصص الفاضلة، والأفلام التي تتحرر من العنف والرذيلة، والتي فيها جمال في الصور وجمال في المغزى، أو تلك التي تصور حالات إنسانية رائعة مثل فيلم «تايتنك» الشهير، حين صور لحظات الموت لأشخاص كانوا يعشقون الحياة، وأفلام سيدني بواتييه التي شاهدناها كلنا، في فترة ما، وويل سميث نفسه له أفلام جيدة ومتحررة من العنف وتحارب العنصرية بالفن.وكثير من النجوم العالميين امتلكوا ذلك الحس الإنساني العميق في تفاعلهم مع المآسي والكوارث، حيث يشاركون بالدعم المادي والمعنوي، في إفريقيا المحتاجة دائما لمثل ذلك الدعم، ومنهم من يرعى أطفال العالم الثالث الفقراء، ومن يتبناهم، كما نرى عند الجميلة: أنجلينا جولي، وهكذا تبدو السينما ومن يؤدي أدوارها من الفنانين الجيدين، أداة كبرى للتغير، وأعتقد أن العنف الذي نشهده الآن في كل مكان، حيث يموت الأبرياء بلا ذنب، وبلا أي شعور من القاتل أنه قتل أحدا، يمكن أن يحارب بقصص إنسانية، وحضور إنساني طاغ، ومحطات إنسانية، تغرس في كل مكان، ليدلي كل من أراد بدلوه.بالنسبة لدرب الإبداع المكتوب، في شكل قصة أو شعر، وهو أقل جذبا للناس كما هو معروف، لا ينبغي أن يستسلم سالكوه للوهن وشح القراء والمتفاعلين، وأعتقد أن الصبر والمواظبة على كتابة القصص المرتبطة بالإنسانية، وتجسيد المعاناة مثل قصص الحروب الظالمة، والديكتاتوريات البغيضة، وقصص التشرد واللجوء لأوطان بديلة، يمكن أن يثمر في النهاية شيئا.