29 أكتوبر 2025

تسجيل

هي بالفعل كذلك...

16 يناير 2016

حين نقول المرأة نصف المجتمع، فلاشك أننا نعني تلك الجملة جملة وتفصيلاً؛ لأن المرأة هي بالفعل النصف، هذا إن لم تكن الكل في بعض الحالات التي لا يُمكننا التشكيك بدورها وأهمية ما تقوم به باسم العطاء، الذي تُسخر كل فصول حياتها من أجله، وتعتمده منهجاً تسير عليه، وتتبعه مع كل صغيرة وكبيرة تكون منها وتحرص من خلالها على إحداث التوازن المطلوب في الحياة؛ لتكون بذلك (وبكلمات أخرى) من تمنح الحياة قيمة حقيقة تجعل منها الأفضل على الإطلاق، والحق أن كل ما قد ذكرته ليس تحيزاً لهذا المخلوق المعطاء، ولكنه ما يستحق بأن يكون، وإن عدنا بصفحات الزمن إلى الوراء قليلاً، وأمعنا النظر فيها؛ لوجدنا حقيقة المرأة ثابتة في كل مرة دون أن تتعرض للتغيير أبداً، فهي لاتزال كما هي، وإن تغيرت من حولها الظروف، التي تحاول جاهدة تغيير بعض ملامحها في كل مرة تظهر فيها، إلا أنه ما يبدو مستحيلاً أبداً بفضل الصلابة التي تتحلى بها، وتحول دون تحقيق ذلك، وهو كل ما يبث الأمل في النفوس بعد أن يطمئنها بحقيقة أن الحياة ستكون بخير ما دامت المرأة ملتزمة بإتقان كل دور يُسند إليها مهما اختلفت مهامه، ولنا أن نقف على هذه الكلمة الأخيرة ألا وهي (مهام)، التي تتطلب الكثير من المسؤولية حين يرد ذكرها في كل وأي موقف كان، ولها نصيبها من موضوعنا في هذا اليوم.لتغير الزمن دوره في التأثير على دور المرأة، ولكن يظل الالتزام بالمهام هو ذاته؛ لأن تحقيقه يعني ضمان سير الحياة في الاتجاه الصحيح، غير أن تعرضه لبعض الظروف يؤثر بشكلٍ أو بآخر على كامل العملية، فيُجبر المرأة على التنازل في مرحلة من المراحل، ويبقى السؤال الذي سيطل وبسرعة هائلة؛ كي يدرك الإجابة الشافية، التي ستقلل من حزنه وبؤسه: ما هي التنازلات التي ستكون منها؟ وكيف يمكنها إدارة حياتها من بعد تلك التنازلات التي قد تُحدث الكثير من التغييرات ما لم يتم إدراك الموضوع في الوقت المناسب وبشكلٍ مناسب؟ والحق أن إدراك هذه الإجابات هو الواجب الذي يقع على عاتق الزاوية الثالثة، التي تحرص دائماً على إثارة مثل هذه الموضوعات؛ لمناقشتها في سبيل إضفاء العديد من التغييرات والتعديلات التي ستجعل الحياة مكاناً أفضل، فهو هذا ما يهمها فعلاً، ويهم كل من يسعى إلى الارتقاء بحياته، أليس كذلك؟أحبتي: إن اختيار مثل هذا الموضوع يمس نصف المجتمع كما ذكرت آنفاً، فنحن نتحدث عن الزوجة، الأم، الابنة، الأخت، وكل من تحرص على النهوض بحياتها وحياة من حولها، وما يهم فعلاً هو أن ندرك الكيفية التي ستُعين على تحقيق ذلك، ويمكننا إدراكها من خلال مشاركاتكم، التي تعطي هذه الصفحة قيمة عالية لابد وأن نُشكركم عليها، فهو الواجب الذي يقع على عاتقنا، والأمانة التي لن نفرط بها أبداً، وعليه إليكم منا ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاوية‏ التنازل كلمة من العيار الثقيل، لها وزنها وإن لم تكن لها مكانة في حياة البعض، الأمر الذي يجعلها تتواجد رغم أنف الظروف، والحق أن الخطر لا يكمن في تلك الكلمة بحد ذاتها؛ لأنها تتضمن ذاك المعنى الذي لن تتراجع عنه، فهو والحديث عن (التنازل) ما يجدر بأن يكون في مرحلة من المراحل؛ لإفساح المجال أمام كل الخطط الجديدة التي تملك كامل الحق بأن تكون، ولكنه ما يكمن في التوقيت الذي تسعى فيه إلى التنازل عن ذاك الذي تريده غائباً؛ كي يحضر سواه، وعليه لا تفكر بما تريد التنازل عنه، ولكن بالتوقيت الذي يجدر بك التحرك فيه.